الذئب اصله خروف *
في مكان مجهول لا تعرف موقعه بسهولة يعيش راع وأغنامه وكلابه. لكن الراعي لا يشبه الرعاة الآخرين.. فهو لا يعرف للرحمة معنى. ولا يعتقد أن للألم وجوداً.. كان ظالما. يحمل بدل الناي صفارة.. وبيده هراوة. والنعاج - التي يحلبها ويجز صوفها ويبيع أمعاءها ويأخذ روثها ويسلخ جلدها ويأكل لحمها ويستفيد من كل ما فيها - لا يكن لها شفقة أو محبة.. يحلب الأغنام يوميا ثلاث مرات حتى يسيل الدم من أثدائها.. وعندما تشكو ذارفة الدموع من عينها ينهال عليها ضربا على رؤوسها وظهورها.
لم تحتمل النعاج وحشيته فكانت تتناقص يوما بعد يوم.. لكنه ازداد قسوة.. فقد كان على العدد المتناقص من الأغنام أن يعوضه عن كل ما هرب أو مات من القطيع.. وقد فقد الراعي عقله وجن لأنه كان يحصل على حليب وصوف أقل مما كان يحصل عليه. وراح يطارد الأغنام المتبقية في الجبال والسهول حاملا هراوته في يده. ومطلقا كلابه أمامه. كان بين الأغنام خروف نحيف كان الراعي يريد حلبه والحصول منه على حليب عشرين جاموسة.. وكان غضبه
أنه لا يحصل على قطرة حليب منه.. لأنه ببساطة خروف. وليس نعجة.. وفي يوم غضب الراعي منه وضربه ضربا مبرحا جعله يهرب أمامه.. فقال له الخروف : «ياسيدي الراعي أنا خروف قوائمي ليست مخصصة للركض بل للمشي.... الأغنام لا تركض. أتوسل إليك لا تضربني ولا تلاحقني ». لكن الراعي لم يستوعب ذلك ولم يكف عن ضربه.. ومع الأيام بدأ شكل أظلاف الخروف يتغير لكثرة هروبه إلى الجبال الصخرية والهضاب الوعرة للخلاص من قسوة الراعي القاتل.. طالت قوائمه ورفعت.. فازدادت سرعة ركضه هربا لكن الراعي لم يترك إليته.. فاضطر الخروف للركض أسرع. ولكثرة تمرغه فوق الصخور المسننة انقلعت أظلافه ونبتت مكانها أظافر من نوع آخر.. مدببة الرأس ومعقوفة.. لم تعد أظافر بل مخالب.
مرة أخرى لم يرحمه الراعي فواصل الخروف الركض فكان أن شفط بطنه إلى الداخل واستطال جسمه وتساقط صوفه.. ونبت مكان الصوف وبرة رمادية قصيرة وخشنة. وأصبح من الصعب على الراعي أن يلحق به.. لكن ما ان يلحق به حتى يواصل ضربه وإهانته. وهو ما جعل الخروف يرهف السمع حتى يستعد للهرب كلما سمع صوت قدوم الراعي أو كلابه. ومع تكرار المحاولة انتصبت أذناه وأصبحت مدببة قابلة للحركة في كل إتجاه.. على أن الراعي كان يستطيع أن يصل إليه ليلا وضربه براحته فالخراف لا ترى في الظلام.. وفي ليلة قال الخروف له : سيدي الراعي.. أنا خروف.. لا تحاول تحويلي إلى شيء آخر غير الخروف.. لكن الراعي لم يستوعب ما سمع.. فكان أن أصبح الخروف يسهر ليلا ويحدق بعينه في الظلام.. ولكثرة تحديقه كبرت عيناه وبدأت تطلقان شررا.. وغدت عيناه كعودي كبريت في الليل.. تريان في الظلام أيضا.
كانت نقطة ضعف الخروف هي إليته.. فهي ثقيلة تعطله عن الركض. لكن.. لكثرة الركض ذابت إليته واستطالت. وفي النهاية أصبحت ذيلا على شكل سوط. ورغم فشل الراعي في اللحاق به فإنه كان يلقي الحجارة عليه ويؤلمه.. وكرر الخروف على مسامع الراعي : «إنني خروف يا سيدي.. ولدت خروفا.. وأريد أن أموت كبشا.. فلماذا تضغط علي كي أتحول إلى مخلوق آخر ؟».
لم يكن الراعي يفهم..فبدأ الخروف يهاجم الراعي عندما كان يحصره في حفرة ما لحماية نفسه من الضرب. وغضب الراعي أكثر.. فضاعف من قسوته بجنون لم يشعر به من قبل.. فاضطر الخروف أن يستعمل أسنانه. لكنه لم يستطع ذلك لأن أسنانه داخل ذقنه المفلطحة. وبعد محاولات دامت أياما بدأت أسنانة تنمو. وفيما بعد استطال لسانه أكثر. واصبح صوته غليظا خشنا. ولم يستوعب الراعي ذلك.. وواصل ما يفعل وبالقسوة نفسها.
ذات صباح شتوي استيقظ الراعي مبكرا ليجد المكان مغطى بالجليد. وتناول هراوته التي سيحث بها نعاجه المتبقية على حليب عشر بقرات وذهب إلى الزريبة. لكن ما ان خرج من الباب حتى وجد بقعا من الدم الأحمر فوق الثلج.. ثم رأى أشلاء أغنام متناثرة.. لقد قتلت كافة النعاج ومزقت. ولم يبق منها ولا واحدة.. وظلل عينيه بيديه ونظر بعيدا فرأى الخروف.. كان الخروف قد مد قائمتيه الأماميتين قدامه وتمدد بجثته الضخمة على الثلج وهو يلعق بلسانه الطويل الدماء من حول فمه. ثمة كلبا حراسة يتمددان على جانبيه دون حراك.. ونهض الخروف وسار بهدوء نحو الراعي.. كان يصدر صوتا مرعبا.. وبينما الراعي يتراجع إلى الخلف مرتجفا قال متمتما : «يا خروفي.. ياخروفي.. ياخروفي الجميل ». عوى الخروف قائلا : «أنا لم أعد خروفا » كرر الراعي ما قال.. عوى الخروف قائلا : «في السابق كنت خروفا. ولكن بفضلك أصبحت ذئبا». وجرى وراءه
=============
* القصة من إبداعات الكاتب التركي الراحل عزيز نيسين
في مكان مجهول لا تعرف موقعه بسهولة يعيش راع وأغنامه وكلابه. لكن الراعي لا يشبه الرعاة الآخرين.. فهو لا يعرف للرحمة معنى. ولا يعتقد أن للألم وجوداً.. كان ظالما. يحمل بدل الناي صفارة.. وبيده هراوة. والنعاج - التي يحلبها ويجز صوفها ويبيع أمعاءها ويأخذ روثها ويسلخ جلدها ويأكل لحمها ويستفيد من كل ما فيها - لا يكن لها شفقة أو محبة.. يحلب الأغنام يوميا ثلاث مرات حتى يسيل الدم من أثدائها.. وعندما تشكو ذارفة الدموع من عينها ينهال عليها ضربا على رؤوسها وظهورها.
لم تحتمل النعاج وحشيته فكانت تتناقص يوما بعد يوم.. لكنه ازداد قسوة.. فقد كان على العدد المتناقص من الأغنام أن يعوضه عن كل ما هرب أو مات من القطيع.. وقد فقد الراعي عقله وجن لأنه كان يحصل على حليب وصوف أقل مما كان يحصل عليه. وراح يطارد الأغنام المتبقية في الجبال والسهول حاملا هراوته في يده. ومطلقا كلابه أمامه. كان بين الأغنام خروف نحيف كان الراعي يريد حلبه والحصول منه على حليب عشرين جاموسة.. وكان غضبه
أنه لا يحصل على قطرة حليب منه.. لأنه ببساطة خروف. وليس نعجة.. وفي يوم غضب الراعي منه وضربه ضربا مبرحا جعله يهرب أمامه.. فقال له الخروف : «ياسيدي الراعي أنا خروف قوائمي ليست مخصصة للركض بل للمشي.... الأغنام لا تركض. أتوسل إليك لا تضربني ولا تلاحقني ». لكن الراعي لم يستوعب ذلك ولم يكف عن ضربه.. ومع الأيام بدأ شكل أظلاف الخروف يتغير لكثرة هروبه إلى الجبال الصخرية والهضاب الوعرة للخلاص من قسوة الراعي القاتل.. طالت قوائمه ورفعت.. فازدادت سرعة ركضه هربا لكن الراعي لم يترك إليته.. فاضطر الخروف للركض أسرع. ولكثرة تمرغه فوق الصخور المسننة انقلعت أظلافه ونبتت مكانها أظافر من نوع آخر.. مدببة الرأس ومعقوفة.. لم تعد أظافر بل مخالب.
مرة أخرى لم يرحمه الراعي فواصل الخروف الركض فكان أن شفط بطنه إلى الداخل واستطال جسمه وتساقط صوفه.. ونبت مكان الصوف وبرة رمادية قصيرة وخشنة. وأصبح من الصعب على الراعي أن يلحق به.. لكن ما ان يلحق به حتى يواصل ضربه وإهانته. وهو ما جعل الخروف يرهف السمع حتى يستعد للهرب كلما سمع صوت قدوم الراعي أو كلابه. ومع تكرار المحاولة انتصبت أذناه وأصبحت مدببة قابلة للحركة في كل إتجاه.. على أن الراعي كان يستطيع أن يصل إليه ليلا وضربه براحته فالخراف لا ترى في الظلام.. وفي ليلة قال الخروف له : سيدي الراعي.. أنا خروف.. لا تحاول تحويلي إلى شيء آخر غير الخروف.. لكن الراعي لم يستوعب ما سمع.. فكان أن أصبح الخروف يسهر ليلا ويحدق بعينه في الظلام.. ولكثرة تحديقه كبرت عيناه وبدأت تطلقان شررا.. وغدت عيناه كعودي كبريت في الليل.. تريان في الظلام أيضا.
كانت نقطة ضعف الخروف هي إليته.. فهي ثقيلة تعطله عن الركض. لكن.. لكثرة الركض ذابت إليته واستطالت. وفي النهاية أصبحت ذيلا على شكل سوط. ورغم فشل الراعي في اللحاق به فإنه كان يلقي الحجارة عليه ويؤلمه.. وكرر الخروف على مسامع الراعي : «إنني خروف يا سيدي.. ولدت خروفا.. وأريد أن أموت كبشا.. فلماذا تضغط علي كي أتحول إلى مخلوق آخر ؟».
لم يكن الراعي يفهم..فبدأ الخروف يهاجم الراعي عندما كان يحصره في حفرة ما لحماية نفسه من الضرب. وغضب الراعي أكثر.. فضاعف من قسوته بجنون لم يشعر به من قبل.. فاضطر الخروف أن يستعمل أسنانه. لكنه لم يستطع ذلك لأن أسنانه داخل ذقنه المفلطحة. وبعد محاولات دامت أياما بدأت أسنانة تنمو. وفيما بعد استطال لسانه أكثر. واصبح صوته غليظا خشنا. ولم يستوعب الراعي ذلك.. وواصل ما يفعل وبالقسوة نفسها.
ذات صباح شتوي استيقظ الراعي مبكرا ليجد المكان مغطى بالجليد. وتناول هراوته التي سيحث بها نعاجه المتبقية على حليب عشر بقرات وذهب إلى الزريبة. لكن ما ان خرج من الباب حتى وجد بقعا من الدم الأحمر فوق الثلج.. ثم رأى أشلاء أغنام متناثرة.. لقد قتلت كافة النعاج ومزقت. ولم يبق منها ولا واحدة.. وظلل عينيه بيديه ونظر بعيدا فرأى الخروف.. كان الخروف قد مد قائمتيه الأماميتين قدامه وتمدد بجثته الضخمة على الثلج وهو يلعق بلسانه الطويل الدماء من حول فمه. ثمة كلبا حراسة يتمددان على جانبيه دون حراك.. ونهض الخروف وسار بهدوء نحو الراعي.. كان يصدر صوتا مرعبا.. وبينما الراعي يتراجع إلى الخلف مرتجفا قال متمتما : «يا خروفي.. ياخروفي.. ياخروفي الجميل ». عوى الخروف قائلا : «أنا لم أعد خروفا » كرر الراعي ما قال.. عوى الخروف قائلا : «في السابق كنت خروفا. ولكن بفضلك أصبحت ذئبا». وجرى وراءه
=============
* القصة من إبداعات الكاتب التركي الراحل عزيز نيسين
14 comments:
ياااااااه
مش عارف ليه بكيت لما قرأت آخر جملة
يمكن عشان بدأت الطيبة تروح مننا بسبب اللي احنا فيه
او يمكن عشان احنا اصلا مش عارفين نكون حتى ذئاب و هنفضل ول عمرنا ننظلم و احنا ساكتين و نموت و يا اللي ماتوا
يارب خفف الهم و فرج الكرب
ارحمنا ياارب
علاء
مرحبا بك
رغم مافي القصة من خيالية ورمزية في الوقت نفسه
الا اني فكرت في اختيارها من بين اعمال عزيز نيسين الرائعة لملائمتها لواقع الحال.
صحيح ان الخروف تحول ذئباً عند عزيز نيسين
ولكن للأسف نحن مازلنا خرافاً.
سيدة الزمن الجميل
اختيارك رائع .. لا أجد ما أعلق به سوى أن ماذكرته عن نيسين هو وصف حقيقى لكيفية خلق الأرهابى .. للأسف .. الضحيه الأولى هى باقى النعاج التى لم تتحول ألى ذئاب .. اسمحيلى اضسف موضوعك كرابط لأستكمال موضوعى الأسبق .. عن الريعيه الرعويه .. أتمنى أن تراجعى موضوعى المذكور .. و أنتظر مناقشتك الثريه حوله
Bella
اختيار موفق ـ والكاتب قال برمزية صريحة ان الجبارين القساة قادرين على تحويل الحملان الوديعة الى ذئاب مفترسة وان القساة الجبارين هم اول من يحصدون نتائج غلظتهم وقسوتهم وخسارتهم فادحة
هم أذكى من راعى عزيز نيسين ولن يضغطوا على الخراف للدرجة التى تخرج من بينهم ذئب
القصة فيها معاني حقيقية اوي...ازاي ان القسوة فعلا ممكن تغير الانسان وتحولة لواحد تاني قلبة من حجر وعواطفه جماد
ربنا يرحمنا
تحياتي
محمد سمير
الفارس النبيل
مرحبا بك
عزيز نيسين لم يكن أديبا فحسب بل كان فيلسوفاً ثاقب النظر وكان يلمس الحقائق بطريقة ذكية ويقربها للناس بطريقة مشوقة .
الضحية كما قلت انت هم باقي النعاج الذين كان عليهم عبء تحمل هروب النعاج التي فرت بجلدها من الظلم وصار لزاماً عليهم ان يعوضوا صاحب النعاج عن نعاجه التي هربت من طغيانه.
نحن مثلهم تماماًً
علينا ان نوفر لمن يحلبنا كل يوم بالضرائب ورفع الاسعار وكل وسائل الابتزاز التي نتعرض لها ونحن سكوت.
الخروف الأخير تحول ذئباً من شدة الظلم والقهر الواقع عليه
ولكن نحن مازلنا نعاجاً نسلم اضرعتنا كل يوم للراعي يحلب منها ماشاء له الهوى ولانكتفي بالسكوت ولكن نبتسم ايضاً في وجهه
وساراجع موضوعك عن الريعية الرعوية
وشكرا على تواصلك الذي يثري الموضوع
Gid-Do - جدو
مرحبا بك
عزيز نيسين قالها منذ سنوات بعيدة ومع ذلك لم يتعظ الرعاة على مر العصور ودائما يكررون نفس الاخطاء بتحويل قطعان وراء قطعان من النعاج لذئاب مفترسة.
ربما لانهم يأمنون على أنفسهم من افتراس الذئاب لهم
وربما لانهم يعتقدون انهم محصنين ضد الافتراس
أو ان الذئاب اضعف من أن تفترسهم
عدى النهار
مرحبا بك
اعتقد انهم لايقولن غباءاً عن راعي نيسين
ولكن ربما هم محصنين بشكل أو آخر ضد الافتراس
فهم محاطون دائما بقطعان الشرطة التي تنهش في اي مشروع ذئب وترديه قتيلا قبل اي هجوم محتمل.
ودائما يرتدون سترات واقية من الافتراس
وربما قاموا في مرحلة سابقة بتقليم اظافر الذئاب وخلع اسنانها .
غمض عينيك
مرحبا بك
بالفعل يااخي العزيز القسوة تحول الحمل الوديع لوحش جبار
الغريبة ان الخروف حذر الراعي عدة مرات من قسوته عليه
ولكن الراعي استمرأ الاعتداء على الخروف ولم يبالي ولم يصدق ان الخروف يمكن ان يؤذيه
وكانت المفاجاة مذهلة له
رائعة بل أكثر من ذلك ولا مانع من ان يتحول الضعيف الى ذئب حتى يتمكن من الدفاع عن نفسة ولكن يبقى هويته كما هى حتى لا يضيع
السلام عليكم
mo'men mohamed
مرحبا بك
اعتقد ان تحول الخروف لذئب تحول نهائي لارجعة فيه
يعني صعب جدا ان يتحول بالكلية من خروف لذئب ويظل جزء خرفاني فيه
يستخرجه عند اللزوم او يغيبه عند تفعيل الجزء الذب فيه.
هي معادلة صعبة بالتأكيد
لكن اعتقد وكحل وسط الا يكون الخروف خروفاً ساذجاً ويترك الراعي يأكل كل حقوقه ويستغله
يمكن ان يتحلى ببعض الذكاء ليحافظ على حقوقه من الانتهاك
لااعرف اذا كان هذا ممكناً
لكن الانسان يجب ان يتمتع بقدر من الحنكة والفطنة ولايترك حقوقه مهدرة او ينتظر ان يهديها له احدهم.
فالحقوق تُنتزع ولا تُهدى
تستطيع الان الالتحاق بكليات الكهندسه من خلال افضل مراكز التعليم معادلة كلية الهندسة حيث التواصل معا الطلاب باعلي المستويات و افضل الطرق تحت اشراف افضل الاساتذه معادلة هندسة و المهندسين معادلة كلية هندسه و بافضل طرق الشرح تواصلو معنا الان من خلال موقعنا او من خلال خدمة العملاء الخاصه بنا
افضل الخصومات والعروض الرائعة التى نقدمة الان من شروط معادلة كلية الهندسة التى نقدمة الان التى لا مثيل لعا الان وباقل الاسعار الرائعة والمختلفة التى نقدمة الان من معادلة كلية الهندسة للدبلومات حيث اننا نعمل على تقدم افضل الخصومات الرائعة الان من معادلة كلية الهندسة جامعة القاهرة التى لا مثيل لها الان وبال الاسعار الرائعة
Post a Comment