Friday, March 27, 2009

الإعلام البديل بين التضليل والتدجيل - 3

ويستمر الأستاذ الهواري في تقديم تفسيرات لمعنى الإعلام البديل مدعماً تفسيراته بشروح لتوجهات هذا الاعلام الخبيث محاولاً الإجابة عن الاسئلة التالية

ما هو الوجه الحقيقي للإعلام البديل ؟ ما هي التوجهات المكلف بها ؟ وكيف نفك طلاسم وألغاز الحبر السري الذي يطبع هذه التوجهات علي ظهر أوراق التمويل الغامض ؟
مرتدياً مُسوح الوعاظ يقدم لنا تفسيراً لتوجهات هذا الإعلام في النقاط التالية

يمكن تقسيم هذه التوجهات إلي مجموعات رئيسية‏:‏ أولا‏:‏ التوجهات السياسية‏:‏ التشويش علي نظام الحكم‏,‏ مع محاولة دفعه إلي موضع الدفاع الدائم عن النفس‏,‏ والتأثير السلبي علي مصداقيته لدي القاعدة الشعبية الواسعة‏,‏ واختطاف أبصار وأسماع وعقول المشاهدين والمستمعين والقراء بعيدا عن الخطاب السياسي للنظام‏.‏ مع خلق نخب سياسية بديلة والترويج لها‏,‏ وتشجيع الحركات السياسية العشوائية‏,‏ والترويج للقوي السياسية غير المشروعة‏,‏ وخلق حالة من الفوضي بتكبير المغامرين السياسيين‏,‏ وتضخيم حالات الاعتصام والاحتجاج العمالي وإضفاء طابع سياسي وعصياني عليها‏,‏ ووضعها في حالة مواجهة مزمنة مع مؤسسات الدولة‏.‏

كنت أتمنى عليك ياأستاذ أنور أن تكون أكثر إحترامناً لذكاءنا وألا تتعامل معنا على طريقة تلاميذ المدارس وأسلوب غسل اليدين قبل الأكل وبعده وشرب اللبن قبل النوم فقد تم فطامنا منذ زمن ولم يعد ينطلي علينا هذا الأسلوب !!!

هل تحاول إقناعنا أن النظام مسكين ياحرام وقد وضعه الإعلام البديل موضع المدافع الدائم عن نفسه دون أن يكون قد ارتكب مايوجب الوقوف في هذا الموقف؟؟
وهل تحاول أن تقنعنا أن مسؤولينا لازال لديهم مصداقية لدى القاعدة الشعبية الواسعة التي اختبرت كذبهم في مناسبات أكثر من أن يحصيها عقل ؟؟

وهل تحاول إثبات أن الخطاب السياسي للنظام مازال لديه مريدين والإعلام البديل هو من يحاول التشويش على المتابعين لهذا الخطاب !!!

وهل تستكثر على العمال وغيرهم أن يحتجوا أو يعتصموا للتعبيرعن رفضهم للوضع المزري الذي نعيش فيه جميعاً !!!
وهل كان الأصوب التعتيم على هذه الأوضاع في ظل السماوات المفتوحة حتى لانزعج مؤسسات الدولة التي توقفت عن خدمة مواطني هذا البلد وكرست كل رعايتها لرجال الأعمال الذين سلمتهم مفاتيح البلد بالكامل !!!!


ثانيا‏:‏ التوجهات الاعلامية‏:‏ تفريغ المؤسسات القومية من أصولها‏,‏ وتجريدها من مواهبها‏,‏ واقتطاع المزيد من جمهورها‏,‏ ومحاولة إخراجها من سوق المنافسة علي الأمد الطويل‏.‏ وذلك باجتذاب الصحفيين‏,‏ وتوفير دخول مالية سخية‏,‏ تدريبهم وتسفيرهم إلي عواصم التمويل‏,‏ وفتح الخطوط بينهم وبين سفارات التمويل‏,‏ والتقريب بينهم وبين مجتمع المال والأعمال بما يكفل سيطرة المال علي القرار الاعلامي‏,‏ وخلق نجوم سريعة ممن يلبي وممن يستجيب ويشارك في طرح الأجندة التي تتظاهر بالانحياز لقضايا الناس وتحت هذا الانحياز تتولي تنفيذ أكبر عملية سطو علي ذاكرة الناس وعقولهم وقلوبهم والاتجاه بهم نحو كل ما يدعو إلي الشك في مجمل الثوابت الوطنية

المؤسسات القومية التي يترأسها حفنة من اللصوص الذين لايهتمون إلا بتفريغ هذه المؤسسات من مواهبها هم من تسببوا في انصراف الجماهير عنها وخرجوا بها من سوق المنافسة, هؤلاء هم من تجب محاسبتهم على خطاياهم في حقنا كملاك لهذه المؤسسات التي غرقت في الديون وتحولت لابواق تنعق بالخراب وهم من ساهموا في السطو على ذاكرة الناس وعقولهم.

ثالثا‏:‏ التوجهات الاجتماعية‏:‏ تدعيم الاتجاهات الفوضوية‏,‏ وخلق حالة من العدمية الهدامة التي تنسف الاعتقاد في كل شئ وتنسف الاحترام لأي قيمة والنبش فيما يسمونه خصوصيات الأقليات والعزف الدائم علي أوتارها وتركيز التغطية الاخبارية الموسعة عليها بما ينزع أحاسيس الأمان والدفء القومي والانسجام بين كافة عناصر الملحمة الوطنية‏,‏ وبما يزرع العداء بين شرائح معينة ضد مجموع الدولة والأمة‏.‏

لن أكرر ماقلته سابقاً من مطالبتك باحترام ذكاءنا والكف عن ترديد الترهات التي لاتنطلي على أحد

رابعا‏:‏ التوجهات الدولية‏:‏ مع الاعتراف بأن القائمين علي الاعلام البديل‏,‏ لديهم جهل فاضح بالشئون الدولية‏,‏ فإنهم ـ بسذاجة وفي حدود الفهم ـ ينفذون التوجهات المكلفين بها في هذا الشأن الدولي أو ذاك‏.‏ وأرجوك وأرجوك وأرجوك اقرأ السطور التالية بعناية‏:‏ صحيفة خاصة من صحف الاعلام البديل‏,‏ كانت قد عينت أحد الزملاء لمنصب رئيس التحرير قبل أن تصدر الجريدة‏,‏ ثم بعد ستة أشهر‏,‏ وهو يعد الاعداد التجريبية‏,‏ قرروا الاستغناء عنه كرئيس للتحرير‏.‏ ولما سئل العضو المنتدب الذي كان وراء ذاك القرار عن سبب إعفاء الزميل قبل إصدار العدد الأول من الصحيفة مما ترتب عليه تأخير صدورها لما يقترب من عام‏,‏ أجاب العضو المنتدب بصراحة شديدة‏:‏ أنا سألته‏:‏ ماهي تغطيتك المتوقعة لأخبار وقضايا الصراع العربي ـ الاسرائيلي ؟ فأجابني أنا ملتزم بالموقف الوطني‏,‏ فقررت الاستغناء عنه لأنه لا ينفعنا‏,‏ وقررنا الاكتفاء به كاتب عمود فقط‏.‏ أكتفي بهذه الواقعة‏,‏ واحتفظ بالعشرات‏,‏ لأسجل أن صحفيا كبيرا بحجم هذا الزميل المحترم عاش ومات وهو لا يعلم سبب إبعاده من رئاسة تحرير إحدي صحف الاعلام البديل‏.‏ ولأسجل للتاريخ موقفا مشرفا ـ لا يعرفه أحد ـ يضاف الي مواقف الزميل‏.‏ وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت‏,‏ تعمدت في يوم واحد زيارة مركز ابن خلدون‏,‏ حزب الغد‏,‏ صحيفة خاصة‏,‏ وكانت زيارتها للصحيفة بمثابة الافتتاح الرسمي وقص الشريط ومنحها صك الاعتماد والقبول‏.‏ الرئيس السابق بوش استقبل في البيت الأبيض العضو المنتدب لصحيفة خاصة‏,‏ وأعطي حوارا مع قناة خاصة‏.‏ صحيفة أخري‏,‏ من صحف الاعلام البديل‏,‏ كانت تنوي أن تدشن إصدارها في يوم تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد‏,‏ وسعت للحصول علي حوار معه يكون فاتحة الكتاب ووثيقة القران السعيد‏.‏

غريب جداً أن تذكر مركز ابن خلدون وحزب الغد وتلمح للباقين !!!
يبدو أن الأوامر الصادرة لك طلبت منك التلميح لوسائل الإعلام فقط دون ذكر اسمها صراحة أو لم تواتك الشجاعة لتذكر الأسماء
أما فيما يخص الصحفي المحترم مجدي مهنا رحمه الله فعدم اختياره لرئاسة تحرير المصري اليوم وسام على صدره طالما كان سبب عدم تعيينه في المنصب تمسكه بالموقف الوطني مما يعني أن من شغل المنصب بعده بما فيهم أنت كان بلا موقف وطني مما أهله لشغل المنصب!!!!
والصحيفة طبعا هي المصري اليوم التي راست تحريرها يوما ياأستاذ والصحيفة الأخرى هي الشروق
أما البرنامج فهو العاشرة مساء


خامسا التوجهات الثقافية‏:‏ أكتفي بنموذج واحد‏,‏ صاحب صحيفة من صحافة الإعلام البديل‏,‏ أخذ يلح ويشدد علي رئيس التحرير أن يعتمد المفكر الإسلامي فلان من ثوابت الصحيفة‏,‏ وطلب إلقاء الضوء علي مؤلفاته‏,‏ وإجراء حوارات معه‏.‏ وتوالت المفاجآت كالتالي‏:‏ مؤسسة فورد الأمريكية تتطوع من نفسها وترسل الي رئيس التحرير كرتونة كبيرة بها كل مؤلفات هذا المفكر‏.‏ ومع الكرتونة كارت شخصي من المسئولة في فورد‏.‏ طبعا رئيس التحرير لم يتصل بهم ولم يطلب منهم هذه الكرتونة‏,‏ والأعجب أن المفكر الاسلامي نفسه لم يكن علي علم بهذه الواقعة‏.‏ والعجيب أن هذه المسئولة ظهرت الي العلن وتكتب الآن مقالا أسبوعيا في إحدي صحف الإعلام البديل‏.‏ قناة تليفزيونية من الاعلام البديل‏,‏ دخلت علي خط المهمة‏,‏ وأعدت وأذاعت حوارات منتظمة مع المفكر الاسلامي‏.‏ هي نفسها التي كان قد طلبها رجل الأعمال من رئيس التحرير‏.‏ صحيفة أخري من صحف الإعلام البديل‏,‏ وهي تتفق مع أحد الكتاب ليكتب فيها كان الرجاء هو أن يخصص بعض المقالات لإلقاء الأضواء علي فتاوي هذا المفكر‏.‏ صحيفة ثالثة من صحف الإعلام البديل ذهبت تنافس أخواتها في نشر ماقالت أنه مذكرات المفكر الإسلامي‏.‏ ثلاث صحف وقناة تتسابق لأداء مهمة واحدة‏,‏ والترويج لشخص واحد‏,‏ أقطع جازما أنهم جميعا ماكان ليعيروه أدني إهتمام لولا أنه موصي عليه في قائمة التوجهات المكتوبة بالحبر السري علي ظهر أوراق التمويل‏.‏ وفي رمضان الماضي‏,‏ عادت ابنتي من الجامعة‏,‏ وقالت معنا شباب يدخنون السجائر في وقت الصيام‏.‏ فقلت لنفسي‏:‏ إذن الإعلام البديل بدأ يؤدي الغرض من تأسيسه‏.‏

ويستمر الأستاذ في عزف هذا اللحن الذي ظهر في وقت مريب قبل حركة التعيينات الصحفية التي أتت به رئيساً لتحرير الأهرام الاقتصادي والذي يخلط فيه اجميع الأوراق لاعباً على ذاكرة القراء ومتصوراً أن كلامه هذا سينطلي علينا خاصة ونحن نتذكر كغيرنا أنه شارك في صنع هذه المهازل التي ينسبها لغيره ولم يشفع له ذكره لكثير من الحقائق لأنه سكت طويلاً وعندما تحدث جانبه التوفيق في إختيار توقيت المكاشفة والتي أعتبرها كشفاً لقناع كان يرتديه الاستاذ ومن لف لفه من أساطير الإعلام الحكومي!!!

وأختم ببيتي الشعر العبقريان لأبي الاسود الدؤلي

يا أيها الرجلُ المعلّم غيرَهُ ** هلاّ لنفسك كان ذا التعليمُ
لا تنه عن خُلُقٍ وتأتيَ مثلَهُ ** عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ


وعذراً على الإطالة
تحياتي

Thursday, March 26, 2009

الإعلام البديل بين التضليل والتدجيل - 2

قال الله تعالى لبني إسرائيل {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} سورة البقرة (44).

ويقول أبو الأسود الدؤلي

يا أيها الرجلُ المعلّم غيرَهُ * هلاّ لنفسك كان ذا التعليمُ

لا تنه عن خُلُقٍ وتأتيَ مثلَهُ * عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ

في الجزء السابق توقفنا عند تعريف الاستاذ أنور الهواري لمفهوم الإعلام البديل حيث يقول

*‏ الإعلام البديل ما هو؟
هو مفهوم‏,‏ وأسلوب عمل سياسي يتجسد في مؤسسات إعلامية ناشئة‏,‏ الرخصة مصرية‏,‏ والعمالة مصرية‏,‏ والقاريء مصري‏,‏ والأرض مصرية‏.‏ ولكنه يأتي انحيازا لمصادر التمويل بالدرجة الأولي‏,‏ ويعمل مهتديا بأجندة من التوجهات مكتوبة بالحبر السري علي أوراق التمويل ذاتها‏.‏ فلم يحدث ولن يحدث أن تتجرأ وسيلة من وسائل الاعلام البديل وتقدم رواية واحدة صحيحة ومتماسكة لقصة نشأتها وللمراحل ـ تحت الأرض ـ التي سبقت مولدها‏.‏ ربما تسمع قصصا وحكاوي وثرثرة وفقرات وعبارات غير مكتملة وغير ذات أساس ولا تقف علي قدم ولا تنهض علي ساق ولا تنكشف للحوار ولا تصمد أمام تمحيص‏,‏ وإنما هي روايات تستند علي أساس ضعيف‏,‏ فكان يتذكر أحدهم جدا قديما له كان يكتب في الصحف‏,‏ ويتذكر أحدهم أن خاله كان صحفيا‏,‏ أو أنه شخصيا ومنذ مولده ينام علي حلم الصحافة ويصحو علي عشقها‏,‏ وسوي هذه الذكريات التي لا تعدو أن تكون أطيافا وأشباحا وأشباه معلومات‏,‏ فلن تجد قصة قادرة علي إقناعك بسبب إقدام هذا أو ذاك علي تأسيس هذه الصحيفة أو تلك أو علي تدشين هذه القناة أو تلك‏.‏ وفي قلب هذا الغموض المقصود‏,‏ تسكن الحقيقة الغائبة‏,‏ وترقد النوايا المبيتة‏,‏ وتتخفي الخطط المجهزة‏.

وكأن الإعلام الحكومي الذي يسميه بالقومي ليست له أهداف سياسية ولا يخدم أجندة من التوجهات التي تمليها الحكومة لهذا الإعلام !!!
هذا الإعلام الحكومي الذي نموله نحن من قوت يومنا ويقوم بتضليلنا ويخدم توجهات الحكومات المتعاقبة ولا يعمل لصالحنا ولو على سبيل ذر الرماد في العيون بل يتبجح القائمون عليها وينسون أن تلال الأموال التي يغترفون منها هي جماجم هذا الشعب المنكوب بمن يحكموه .
كما أن الروايات التي تسوقها لقصص نشأة الإعلام البديل لاتدين بالكامل اصحاب هذه الروايات فماالعيب في أن ينشئ احدهم صحيفة لحب قديم لمهنة الصحافة او حتى لأغراض تجارية بحتة !!!
لم يعد يقنعنا أو ينطلي علينا أن يقوم مشروع إعلامي لخدمة الثقافة والتوعية وغيرها من الاكليشيهات دون أن يكون وراءه أجندة خفية وفي المقدمة الإعلام الحكومي لكن مايزعجنا حقاًً أن تسمعونا هذه الترهات ليل نهار وتتصوروا أننا نصدق هذا الخطاب المتهافت !!!!

الإعلام البديل‏,‏ هو رأس حربة ناعمة‏,‏ وهو حيلة ماكرة‏,‏يصعب عليك مواجهته‏,‏ ليس فقط لغموض التمويل وتلون التوجهات‏,‏ وإنما لأنه يرتدي لباس الصحافة بما تعنيه من قداسة‏.‏ فالمساس به ـ سوف يظهر في عيون الناس ـ مساسا بما لا يجوز المساس به هو المبدأ المقدس لدي كل الإنسانية المتحضرة وهو مبدأ حرية الصحافة‏.‏

كلام غامض يثير الريبة أكثر مما يطمئن النفوس خاصة وكاتبه ممن أمسكوا يوماًً بحربة من الحراب ذات الرؤوس الناعمة وصوبها نحو صدورنا وكان وقتها التصويب بحجة كشف الحقائق ودفاعاً عن حق القارئ في معرفة الحقيقة والآن يحدثنا عن هذه الحراب وكأنه لم يصوب إحداها لصدورنا وكأنه لم يكن يعلم أنها مسمومة !!!!

الإعلام البديل‏,‏ الهدف منه هو نزع الوظيفة الإعلامية من يد الدولة‏,‏ وهو الخصخصة المضادة لخصخصة الإعلام القومي أو هو الخصخصة البديلة‏,‏ لأن الاستراتيجية الكونية ومصالحها تريد أن تنتزع من الدولة ثلاثا من ركائزها العتيدة‏:‏ البنوك العامة‏,‏ القطاع العام‏,‏ الإعلام القومي‏,‏ بما يكفي لعزل النظام الوطني عن قواعده الشعبية‏,‏ وبما يكفي للاستفراد به بعيدا عن الدعم الجماهيري‏.‏

هذه الفقرة بالذات اسقطتني من الضحك
من قال أن الإعلام يجب أن تمسكه الدولة ولا ينازعها فيه أحد؟؟
من قال أن الإعلام يجب أن يكون أحادي التوجه ولاينافسه توجهات أخرى؟؟
ثم لماذا فرض الوصاية على الجمهور واعتباره قاصراً وغير قادر على فرز الغث من السمين؟؟
والمضحك في الفقرة أن الاستاذ الهواري يُحمل الإعلام البديل كل الخطايا وينسى او يتناسى أن ا
لنظام نفسه هو من خصخص القطاع العام وباعه لهذه القوى الخفية التي تستهدف عزل النظام الوطني عن قواعده الشعبية وهو من قام ببيع كل ممتلكات الشعب, أي أن النظام نفسه هو من سعى للابتعاد عن قواعده الشعبية وترك نفسه لهذه القوى الغامضة المريبة تستفرد به بعيداً عن الدعم الجماهيري.
فماذا ينتظر الاستاذ من جماهير تيقنت في مناسبات مختلفة ان النظام هو من باعها ومن ابتعد عنها !!!!

*‏ أزمة مارس‏2009,‏ تم اصطناعها‏,‏ في صالة التحرير‏,‏ ثم في بهو الأهرام‏,‏ بتمهيد سابق ومواز ولاحق‏,‏ علي صفحات وشاشات الإعلام البديل‏,‏ في أول محاولة نصف مكشوفة منه للسعي نحو الكشف عن وجههه وعن توجهاته‏.‏ في خريف‏2004,‏ دخل العضو المنتدب لصحيفة خاصة‏,‏ وهو ذو علاقة لا يخفيها في التعاطف مع اسرائيل وأمريكا‏,‏ دخل مكتب رئيس التحرير وألقي علي الترابيزة عدة ورقات وقال‏:‏ أرجو نشر هذه في الصفحة الأولي باسم أسرة التحرير‏.‏ رئيس التحرير قرأها ورد بأن هذه إما أنها كتبت بقلم وزير التجارة الاسرائيلي وكان آنذاك ايهود أولمرت وهو الآن رئيس الوزراء المنتهية ولايته‏,‏ وإما أنها كتبت بقلم المفوض التجاري الأمريكي وكان وقتها روبرت زوليك وهو الآن رئيس البنك الدولي‏.‏ ورد العضو المنتدب باستنكار‏:‏ أنا مش فاهم وأجاب رئيس التحرير‏:‏ نشرها يسيء إلي صورة الصحيفة‏,‏ ويؤكد الإشاعات التي تدور حول تمويلها وتوجهاتها وحولك أنت شخصيا ورد العضو المنتدب‏:‏ إحنا بصراحة عايزين نكشف عن وجهنا الحقيقي‏.‏ وكانت صاعقة نزلت علي رئيس التحرير *‏ الإعلام البديل‏,‏ مدفوع لأن يكشف عن وجهه‏,‏ ومأمور أومكلف بأن يضرب الإعلام القومي يضربه من الداخل ومن الخارج معا‏.‏ يضربه ولو بأيدي أبنائه الذين يعملون في الاعلام البديل دون أن يعلموا حقيقته‏.‏ ليست المشكلة‏,‏ في قرار يمنع أبناء الأهرام من العمل في الاعلام البديل أو في غيره‏.‏ إنما المشكلة الجوهرية‏,‏ هي أن الاعلام البديل‏,‏ إنما تأسس وهو يستهدف الأهرام بالدرجة الأولي‏.‏ وحلمه النهائي الاستحواذ علي قرائها وكتابها معا‏.‏ بما يعني الاستحواذ علي رسالتها الإعلامية والحضارية والوطنية والسياسية‏.‏ وبما يعني التأسيس لرسالة إعلامية مختلفة تعكس توجهات الإعلام البديل‏.‏

قلنا من قبل أن الساكت عن الحق شيطان أخرس فكيف ترضى ياأستاذ أنور أن ترتدي ثوب الشيطان طيلة هذه المدة ولا تكشف هذه الوقائع إلا الآن!!!
خمس سنوات كاملة تفصل مابين الأزمة المصطنعة التي تحكي عنها وبين الحوار الذي دار بين رئيس التحرير اياه والعضو المنتدب الذي لايهمه من قريب أو من بعيد أن يخفي علاقته باسرائيل بل وصل لدرجة من التبجح لدرجة الكشف عن توجهاته وهذه سمة العصر الذي نحياه حتى رجالات الدولة لم يعد يعنيهم من قريب أو من بعيد أن يخفوا توجهاتهم وخدمتهم للأجندة الأمريكواسرائيلية بل أصبح اللعب ع المكشوف وعلى عينك ياتاجر وليذهب الشعب للجحيم.
أما محاولة تصوير الأمر على أن الإعلام البديل قد نشأ خصيصاً لهدم الاهرام فواسعة جدا ياأستاذ أنور لأن الأهرام هو من بدأ بطرد كوادره وتطفيش كتابه الموهوبين مما استتبعه بالضرورة خسارة قراء كثيرين.
وكون القائمين على الأهرام أغبياء ولا يحترمون ذكاء قراءهم فهذه مشكلتهم وليست مشكلتنا نحن.

يتبع -

Thursday, March 19, 2009

الإعلام البديل بين التضليل والتدجيل - 1


الساكت عن الحق شيطان أخرس وماأكثر الشياطين حولنا
فماذا عن المتكلم بعد فوات الأوان؟؟
وماذا عن المتكلم لأغراض لايعلمها الا الله !!!!

يُقال دَجَلَ: كذَبَ وأحْرَقَ، وقَطَعَ نَواحِيَ الأرض سَيْراً، أو مِن: دَجَّلَ تَدْجيلاً: غَطَّى وطَلَى بالذَّهَبِ لتَمْويهِهِ بالباطِلِ
ودَجَل البعيرَ: طَلاه به، وقيل: عَمَّ جسمَه بالهِناء، وإِذا هُنِئَ جسد البعير أَجمع فذلك التَّدجيل، فإِذا جعلته في المشاعر فذلك الدَّسُّ.
وهذا الوصف ينطبق بحذافيره على مقال
الاستاذ أنور الهواري المنشور على موقع صحيفة المصريون الألكترونية والمعنون بالإعلام البديل‏:‏التوجهات والتمويـل والذي اعتبره البعض وثيقة كاشفة لما يحدث في المطبخ المثير للاهتمام والمسمى بالمطبخ الصحفي وقد أثار استغرابي ما جاء بالمقال المنشور بتاريخ 17|3 أي قبل نشر خبر التعديلات او التعيينات الصحفية الأخيرة والتي أتت لاحقاً بالأستاذ أنور رئيساً لتحرير الأهرام الاقتصادي كما أثار انتباهي أيضاً الساحة التي اختارها الاستاذ لخوض غمار معركته الشرسة ضد الأعلام غير الحكومي !!!

حيث يهاجم الاستاذ الهواري بشدة الإعلام البديل كما يسميه للدلالة على الإعلام الخاص أو المستقل أو غير التابع للحكومة مفرقاً بينه وبين الإعلام الحكومي أو كما يسميه مكرراً بالإعلام القومي وهي التسمية التي لاتنطبق بالمرة على الإعلام الحكومي خاصة في السنوات الاخيرة !!!!

ويحمل الإعلام غير الحكومي جميع الخطايا حتى وصل به الأمر لتشبيه ظهور الاعلام البديل برأس الحربة الناعمة الموجهة لعزل النظام الوطني عن قواعده الشعبية !!!
الحقيقة لم أتماكل نفسي من الضحك والاستغراب من مكاشفة الاستاذ الهواري في هذا التوقيت بالذات خاصة والاستاذ الهواري وهو إبن من أبناء الاهرام لم يتورع يوماً عن العمل في المصري اليوم كرئيس تحرير وكذلك عمل في الوفد ايضا كرئيس تحرير مما يعني أنه وقف في طابور الهادمين للإعلام القومي كما يسميه وساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في عزل النظام الوطني عن قواعده الشعبية التي ضللها الاستاذ وصحبه !!!
قد يقول قائل إن الرجل عندما تكشفت له خطوط المؤامرة سارع بالهرب حتى لايلوث يديه بدماء الوطن المغدور على مذبح الاعلام البديل ولكن لماذا صمت كل هذه الفترة وتحدث الآن والآن فقط ؟؟

هل نفهم من صحوة الضمير هذه أن الاستاذ تاب وأناب وعاد عن عقوقه وقرر العودة لحضن الأم التي ظلمها أبناءها أم أنها مناورة منه ومغازلة لمن بيدهم الأمر خاصة وقد نشر مقاله هذا قبيل صدور قرارات التعيينات الصحفية !!!

نحن لسنا بصدد الدفاع عن الإعلام البديل كما أسماه الاستاذ الهواري ولسنا بصدد الهجوم على الإعلام الحكومي الذي يسميه بالقومي ولكننا لانحب أن نكون كالأطرش في الزفة ونكتفي من مولد المكاشفات الذي تبناه الاستاذ بحمص الحديث عن التمويل الأجنبي والاجندات الخارجية ونعتبر أن غاية المراد ماأطلعنا عليه سيادته ونأخذ ماقاله كما هو دون أن يمر على عقولنا لمزيد من التمحيص وقراءة ما بين السطور.

في السطور التالية سنستعرض مقال الاستاذ الهواري والتعليق علي فقراته سيكون باللون الأحمر

في مارس‏2009,‏ بدأ الإعلام البديل كأنه طوفان يزحف نحو مؤسسات الإعلام القومي‏,‏ وكانت البداية في كبري مؤسساته وأكثرها التصاقا بالدولة وتعبيرا عنها وأكثرها تمثيلا لقوة الدولة المصرية وهيبتها ـ نعم‏:‏ في هذه اللحظة‏,‏ ظهر الإعلام البديل إلي مرحلة جديدة من مراحل تطوره‏,‏ مرحلة أحس فيها بشيء من القوة والزهو‏,‏ فأراد أن يجري بروفات ومناورات ميدانية لاختبار قوة الاعلام القومي ومعه قوة الدولة نفسها‏.‏الإعلام البديل وتوجهاته وتمويله قصة طويلة ومعقدة من فصول الصراع السياسي في مصر وعلي مصر‏.‏ وهو في ظاهره لايعدو أن يكون أموالا سقطت بطرق غامضة ـ في أيد معينة ذهبت تؤسس صحفا وقنوات تليفزيونية‏,‏ بتراخيص مصرية‏,‏ وعمالة مصرية‏,‏ وأسماء مصرية‏,‏ هذه الأيدي قد تدرك خطورة التوجهات التي يفرضها التمويل‏,‏ وقد لاتدركها وربما تدرك بعضها وتجهل أكثرها‏.‏

محاولة غريبة لتبرئة مؤسسة الاهرام من الخطايا التي ارتكبتها تجاه قراءها وتجاه العاملين بها وإلباس التهمة للإعلام البديل وكأنه السبب في تدهور أوضاع المؤسسات الاعلامية الكبرى بما فيها الأهرام وكأن الفساد الضارب في جوانب هذه المؤسسات وصمت الدولة عليه لم يكن له أدنى تأثير على هذا التدهور!!!

*‏دعونا نقترب من الصورة أكثر‏,‏ دعونا نرفع ـ جزئياـ الستائر عن الإجتماعين التاليين‏:‏ الاجتماع الأول‏:‏ في شتاء‏2004,‏ في غرفة مغلقة‏,‏ رجل أعمال وصاحب صحيفة خاصة‏(‏ إعلام بديل‏)‏ يتحدث إلي مستمعيه‏:‏ رأيت فيما يري النائم‏,‏ أنني أحتسي كأسا من خمر‏,‏ ومعي‏(‏ فلان‏)‏ رئيس مؤسسة قومية كبري‏(‏ إعلام قومي‏)‏ وكان يشرب كوبا من ماء‏....‏ وكان المفسرون جاهزين‏:‏ الإشارة واضحة سعادتك‏,‏ مفهومة سيادتك‏,‏ بشارة خير يافندم‏,‏ واضحة مثل الشمس‏.‏ الاجتماع الثاني‏:‏ خريف‏2005,‏ في مكتب رجل أعمال‏,‏ صاحب صحيفة خاصة أخري‏...‏ لم يكن الكلام عن رؤي وأحلام‏,‏ ولم يكن تفسيرا مبهما ولا إشارة غامضة‏,‏ كان الكلام صريح العبارة واضح الإشارة ـ صحيفتنا هي البديل عن الأهرام‏:‏ ـ ولكن هذا صعب سيادتك‏.‏ ـ لماذا صعب؟ ـ نحتاج إمكانات مالية مرعبه‏,‏ ونحتاج إمكانات صحفية هائلة ـ حاليا لاتوجد مشكلة‏,‏ وصحفيا سوف نجتذب كل المواهب الصحفية التي في الأهرام‏.‏ ـ ياافندم هذا ممكن فقط بالنسبة لبعض الأجيال الشابة والوسيطة‏.‏ ـ بل والكبار قبلهم‏,‏ سوف نستكتب ونتعاقد مع فلان وفلان وفلان وفلان‏,‏ وذكر أسماء كل كتاب الأهرام‏,‏ مع التشديد علي كاتبين كبيرين بالذات ـ يافندم اسمح لي سعادتك‏:‏ هذا مستحيل هؤلاء الذين ذكرتهم من كتاب الأهرام‏,‏ ارتبطوا بها كل عمرهم‏,‏ وهي عندهم جنسية ودين ووطن وأم وأب وماض وحاضر ومستقبل واسم وسمعة ومكانة أدبية وعادة‏,‏ صعب سيادتك صعب جدا كمان‏.‏ ـ سوف أعرض عليهم عروضا مالية لن يستطيعوا أن يرفضوها‏,‏ وسوف أشترط عليهم ألا يكتبوا حرفا إلا عندنا وسوف يقبلون‏.‏

الصحيفتان هما المصري اليوم التي رأس تحريرها يوماً السيد الهواري والثانية هي الشروق ولا أعرف لماذا لم يكمل السيد الهواري جرعته من شرب حليب السباع وتحدث بصراحة وذكر الأسماء طالما نصب نفسه كاشفاً للوجه القبيح لهذا الاعلام البديل الهادم لكل شيئ والمنفذ للأجندات الأجنبية والممول بأموال مشبوهة!!!
كما أنه يُلمح لترك الاساتذة فهمي هويدي وسلامة أحمد سلامة للأهرام لاسباب مادية فقط وهو تجني منه على الأستاذين خاصة الاستاذ فهمي هويدي الذي منعت له الاهرام مقالات عديدة وضيقت عليه لدرجة لايحتملها من هم اقل منه قدراً ولو تعرض هو نفسه لربع هذه المضايقات لما تمسك بالمكان !!!
إن حصر أسباب إنتقال صحفي من مكان لآخر في الماديات فقط غير دقيق ولو أن من حق كل صحفي أو أي إنسان أن ينتقل لمكان يدفع أكثر ليوفر لنفسه حياة كريمة وهذا ليس عيباً وقد فعلها الأستاذ ذاته من قبل.

*‏الزحف علي الدولة الوطنية‏,‏ يبدأ بتقويض الإعلام القومي‏,‏ وضرب الإعلام القومي يبدأ بالسطو علي الأهرام‏,‏ وسرقة الأهرام تبدأ بتفريغها من ثروتها البشرية ومواهبها الصحفية والإدارية والاعلانية‏.‏
وإذا استيقظت الأهرام ودافعت عن وجودها وثروتها وكنوزها وأبنائها تدخل الإعلام البديل ليخلق الفتنة‏,‏ ويوسع الفجوة‏,‏ ويصنع الاضطراب‏,‏ ويغذي الأزمة‏,‏ ويشق صف الأهرام‏,‏ ويشعل النزاع بين إدارتها وأبنائها‏,‏ وبين محرريها وعمالها حتي يضطرب دولاب العمل فيها‏,‏ وحتي تتأثر صورتها لدي قرائها‏,‏ وحتي يمكن النيل من هيبتها ووقارها‏...‏ وليكن هذا هو أول الطريق‏...‏

متفقة معك في هذه النقطة لولا أن الاهرام هو من بدأ بتفريغ المؤسسة من صحفييها ومواهبها الإدارية والإعلانية بالتضييق عليهم وخنقهم بهامش حرية محدود فضلاً عن إهدار حقوقهم المالية ووضع الفاسدين على رؤوس المؤسسة وغيرها من المؤسسات القومية لإغراقها في الديون وتحويلها لمؤسسات فاشلة فقيرة في الكوادر التي جرى تطفيشها تمهيداً لتصفيتها وبيع اصولها ككل شيئ تم بيعه في هذا البلد !!!
أما الحديث عن يقظة الاهرام وتدخلها للدفاع عن وجودها كما تزعم فقولة حق يُراد بها باطل حيث أن ماقام به السيد مرسي عطاالله في معاركه الاخيرة مع الصحفيين لايعتبر من قبيل الدفاع عن كينونة المؤسسة ولا يحزنون بل هو عربون يدفعه بقمع المطالبين بحقوقهم لإرضاء من مدد له في مخالفة فجة للقانون على طريقة شيلني واشيلك. كنت سأصفق لك لو كان دفاعك عن الدولة الوطنية متمثلاً في وقوفك في وجه من باعوا اصولها ولكن حصر الوطنية في الدفاع عن الاعلام الحكومي أو القومي فقط هو تقزيم متعمد من جانبك لمفهوم الوطنية وتعامي عن الكوارث الحقيقية المحدقة بالوطن.

وجاءت أحداث الأسبوع الأول من مارس في الأهرام لتؤكد هذه الحقيقة‏.‏ فقد احتشد الإعلام البديل ينشر التغطيات‏,‏ وينشر المقالات‏,‏ ويبث البرامج‏,‏ وينفخ في الأزمة‏,‏ ويتمني ويخطط لينقلها في تطور تصاعدي من مرحلة الي أخري أعلي منها وأعتي وأشد‏.‏ فالتغطيات الصحفية تكبر الأحداث التافهة بما يعطي الانطباع بوجود حرب أهلية‏,‏ وتنشر المقالات التي تنطوي في بعضها علي تجريح للزملاء وللمؤسسة وللإدارة في إنتهاك صارخ لأخلاقيات الزمالة والمهنة وقوانين العمل وتقاليد المؤسسات‏,‏ ثم تأتي برامج تليفزيونية فضائية تمتليء جرأة علي الأهرام واستهتارا بالحد الأدني من قواعد الالتزام والانضباط وذوق الحديث‏.‏

من يقرأ الفقرة السابقة يعتقد أن الأستاذ الهواري يتحدث عن وسائل إعلام في بلاد تركب الأفيال
فهل كان المطلوب التعتيم على مايحدث داخل الاهرام حتى تمر سحابة الصيف ولا من شاف ولا من دري !!!
الغريب أن الاستاذ الهواري يعتبر تغطيات الاعلام البديل للأزمة بمثابة تجريح للزملاء وينسى أن الاهرام نفسها وغيرها من المطبوعات التابعة لإعلام الحكومة سبق وفتحت نيرانها على كل معارض لسياسة الحكومة في وصلات ردح معروفة ومعروف اصحابها حتى أن التلامذة تطاولوا على اساتذتهم وتحولت الصحف القومية لبلكونات يعتليها الرداحون ويمطرونا بوصلات ردح وليست حرب غزة ببعيدة وقبلها حرب لبنان واحتلال أمريكا للعراق !!!!

أين كان الالتزام والانضباط وذوق الحديث وقتها ؟؟
أم أن ميثاق الشرف الصحفي يتم سحبه من الأدراج لغرض في نفس كل يعقوب وحسب المناسبة !!!!

ثم ينطلق الاستاذ في تعريف الإعلام البديل بطريقة لاتخلو من خلط واضح للأوراق وكأن الطبيعي أن تمسك الدولة فقط بكل وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة ولا ينازعها أحد في هذا الاحتكار ومن يجرؤ على منازعتها يعتبر خائن وعميل وينفذ أجندة خارجية منزهاً الإعلام الحكومي عن تحوله لبوق يبرر للحكومة كل شاردة وواردة ويقوم بالتعتيم والتضليل والحكومات المتعاقبة تقف لتتفرج علينا من خلف الستار وتفرك يديها في سعادة ونحن نقرأ ونسبح بحمد من يخدعنا آناء الليل وأطراف النهار !!!

ونظراً لطول المقال وحتى لاأطيل عليكم أكثر من ذلك سأكتفي بهذا القدر من المقال ونلتقي في الجزء الثاني

تحياتي

** ملحوظة

هذا الموضوع كتبته بعد قراءتي لمقال الاستاذ الهواري ولم يُقدر له أن يُنشر إلا اليوم

Tuesday, March 17, 2009

بين السبق الصحفي وإفشاء الاسرار


أثار الخبر المنشور في المصري اليوم بالأمس مصحوبا بالصورة المرفقة عاليه ضيقي الشديد واستغرابي في نفس الوقت
فكيف تم تصوير هذه الصورة وماهو المغزى من نشر خبر كهذا يتحدث عن انخراط المرأة الفلسطينية في المقاومة المسلحة رغم أنها منخرطة فيها منذ زمن بشكل مباشر عن طريق عمليات فدائية قامت بها نساء فلسطينيات أو بشكل غير مباشر عن طريق إعدادها للمقاومين وصبرها على غياب إبن أو زوج أو أب سواء خلف أسوار المعتقلات الصهيونية أو صبرها واحتسابها لشهيد من أفراد عائلتها.
ودور المرأة الفلسطينية كان ومازال هو العمود الفقري وعصب المقاومة ولهذا يستهدفها العدو الصهيوني دائما وماحرب غزة ببعيدة حيث كان أكثر الضحايا من النساء والأطفال سواء بين الشهداء أو بين الجرحى والمصابين.
لم أجد الحقيقة اي تفسير للخبر المنشور والمصنف على أنه سبق صحفي سوى أنه إفشاء لسر من اسرار المقاومة بالتأكيد سيستفيد منه العدو ولم أجد اي عذر أو تبرير لهذا الخبر وغيره من الأخبار الشبيهة التي كانت تظهر فيها صور مقاومين أو انفاق يتم عن طريقها تهريب الاسلحة والعتاد سوى كونها محض غباء وتسهيل لعمل العدو ومساعدته على النيل من المقاومين!!!!

فرغم أن صور الانفاق كانت تسعد الكثيرين واعتبرها البعض سبق صحفي وكشف مثير إلا أنها كانت تصيبني بغم كبير لانها كشفت للعدو وسهلت له وسيلة التضييق على إخوتنا المنكوبين في غزة.

لماذا نعطي العدو المبررات دائما للنيل منا ؟؟

لماذا لانعمل في صمت ونستعين على قضاء حوائجنا بالكتمان خاصة والفارق بين إمكانات الطرفين كبير؟؟؟

لماذا نسهل للعدو دائماً وسائل القضاء علينا ؟؟

لاأجد ماأقوله للتعليق على هذا الغباء الذي نسبح فيه حتى غطى رؤوسنا سوى حسبي الله ونعم الوكيل

مازال أمامنا الكثير من الوقت لننتصر على العدو الذي نسلمه الاسلحة التي يقتلنا بها فلامكان للأغبياء في هذا الكون.