
ورغم وجود المصاعد الكهربية الا ان السلم مازال ملك الصعود والهبوط ولم يستطع المصعد زحزحته عن عرشه.
ورغم التسهيلات التي يقدمها المصعد لركابه الا ان انقطاع التيار الكهربي كفيل بتحويله لتابوت كبير.
ولكن يبدو ان السلم سيواجه أزمة خطيرة تهدد بفقده لمكانته الراسخة في قلوب مستخدميه وذلك بعد الخبر الذي تناقلته الصحف عن بناء مقر جديد لنقابة المحامين بدون سلالم خارجية كتلك الموجودة عند جارتها نقابة الصحفيين والتي كانت سبباً في صداع مزمن لقوات الامن الفترة الماضية بسبب المظاهرات التي تمت على درجاته.
ويبدو ان الامر لن يقتصر على تصميم مبنى بدون سلالم خارجية بل وصل الامر للتفكير في إلغاء حديقة النقابة التي شهدت اعتصامات ووقفات احتجاجية ايضاً.
وقد برزت أهمية السلالم بشكل درامي يبعث على الضحك حيث اصبحت محور هام في انتخابات نقابة الصحفيين الماضية وقامت بسببها حرب تصريحات وتصريحات مضادة بين المرشحين المؤيدين لدور السلالم في الحراك السياسي وبين غيرهم ممكن يعتبرون السلالم وبالاً على الامة ويجب منع الناس من الوقوف عليها.
وسيأتي علينا اليوم الذي سنشهد فيه تطور دراماتيكي لوجود السلم في حياتنا حيث لانستبعد ان يتم إلغاء السلالم في العمارات الضخمة مع الاكتفاء بعمل سلالم خلفية صغيرة لاتتسع الا لشخص واحد واقف في وضع منحنى لايسمح له بالتنفس ناهيكم عن الهتاف .
وخبر اشتراط عدم وجود سلم في نقابة المحامين على مافيه من غرابة وتطرف أمني لامبرر له الا انه يُطلق العنان لشياطين الافكار الشريرة لترسم سيناريوهات مماثلة تهدف لإلغاء السلم من حياتنا بالكامل حتى لانجد مكان نقف عليه ونعبر عن مطالبنا وقد يصل بهم الامر لتحديد حجم البلكونات في العمارات الجديدة تحت الانشاء.
وقد تمتد يد الأثم لتطال كلمة السلم في المعاجم اللغوية لتلغيها وتلغي مشتقاتها إمعانا في محوها من ذاكرة المواطنين حتى لايجرفهم الحنين للسلالم ويعاودوا استخدامها!!!
وقد لايتوقف الامر عند هذا الحد فربما تُشكل لجان لفحص تراثنا من الامثال الشعبية والاقوال الماثورة لضبط اي مثل شعبي يستخدم كلمة سلم أو مشتقاتها وإلغاءه على الفور
وقد نستيقظ يوماً لنجد اختفاء السلم من حياتنا بالكامل
ولهذا أقترح ان نقوم بعمل ميداليات تحتوي على نماذج لسلالم مختلفة الاشكال يشتريها الراغبون في الاحتفاظ بهذا الكائن المسمى سلماً حتى يحتفظوا به في الذاكرة لتعريف الاجيال القادمة به.
وأقترح كذلك ان نكثر من الاغاني التي تمجد السلالم وتشيد بدورها العظيم حتى نصعب عليهم عملية حصر هذه الاغاني وإلغاءها.
ولامانع من عمل قصائد شعرية في مدح السلم او حتى قصائد هجاء للسلالم حتى يظل اسمه مخلداً وبذلك نحفظه من الضياع والانقراض.
كما أقترح تكوين لجنة قومية للحفاظ على السلالم يكون شعارها
ياسلم الهنا ياريتني كنت أنا