Sunday, August 30, 2009

الموت وحيداً

عندما تشرخ الوحدة أعماقنا وتكسر الحس داخلنا, عندما تسكننا الغربة وتعشش داخلنا بقايا الحياة يصبح الموت البطئ هو الدرب الوحيد الذي كُتب علينا أن نسير فيه رغماً عنا !!!!

يختفي الشخص عدة أيام !!!

قد يفتقده زملاء عمله ويبحثون عنه وقد لايبحثون !!!

تشير كل الدلائل إلي وجوده في البيت حيث نور المطبخ مضاء وصوت التليفزيون ينبعث من غرفة نومه, ولامجيب رغم الطرقات القوية على الباب وصوت الهاتف الذي يمزق السكون !!!!

تأتي الشرطة لتكسر الباب وقبل الوصول للغرفة تعرف ان صاحب البيت لم يعد من سكان هذه الدنيا حيث تصرخ رائحته في انحاء المكان معلنة رحيله !!!

ولأنه كان وحيداً لم يشعر به أحد!!!

ولايدري أحد هل تألم قبل موته!!!

هل كان بحاجة لاسعاف!!!

هل شعر بلحظة الموت!!!!

هل تمنى في تلك اللحظة أن يكون برفقة محبيه!!!

هل تمنى أن تحضنه أمه أو يضمه أبوه أو تلقنه أخته أو أخيه الشهادتين!!!!

لاأحد يمكنه تصور هلع هذه اللحظات خاصة إذا كان الشخص وحيداً, وأكثر مايحز في النفس أن هناك موتى لايُكتشف موتهم إلا بعد وفاتهم بأيام بعد أن تعلن جثثهم التمرد وتطلق تلك الروائح النفاذة !!!!

دائماً يباغتنا الموت ويفجعنا في الاعزاء حيث رحل عندليب الصحافة محمود عوض وحيداً عن عمر يناهز 70 عاماً في هدوء تاركاً جرحاً في قلب صاحبة الجلالة وفي قلوب قراءه ومحبيه حزناً على فقد قلم نبيل مثله إبتعد عنه الكثيرين وتركوه وحيداً بعد أن كان ملء السمع والبصر!!

وتضاربت الأنباء بشأن أسباب وفاته حيث ذكرت بعض المواقع الاخبارية وفاته بسكتة قلبية في حين ذكر موقع آخر وجود شبهة جنائية تمنع دفن الجثمان

رحمه الله رحمة واسعة وجزاه خيرا عن كل كلمة حق كتبها ونسألكم الفاتحة والدعاء للأستاذ محمود عوض

للمزيد من المعلومات

مدونة الراحل بالعربي الجريح


17 comments:

Unknown said...

رحم الله الفقيد
واسكنه وامى وابى
فسيح جناته أما الموت
وحيداً فهو يرعبنى حتى أنى
إذا تذكرته ليلاً فر النوم منى :(

... said...

ليس هناك ابشع من هذه الوحدة المفضية الى الموت وحيدا
رحمه الله يابيللا فلم اقرا عنه الا كل كلمات التقدير من الجميع

يا مراكبي said...

مقالك هذا زاد من وجعي .. يؤلمني جدا من يموتون بهذه الطريقة .. ولا أعني حادثة الوفاة نفسها .. ولكنني أعني شيئا آخر

تخيلي أن المرء منا يعيش في الدنيا وحوله العديد من المعارف والأصدقاء وغيرهم .. ثم يتقدم العمر فيبدأون في الإختفاء الواحد تلو الآخر إلى أن يصبح الشخص وحيدا في دنيا ممتلئة بالناس الذين لا يعرفهم

ساعتها تتولد حالة من إنتظار الموت .. الموت ببطء .. حاة مؤلمة للغاية

رحم الله الفقيد

عين فى الجنة said...

رحمه الله

Bella said...

norahaty

مرحبا بك

انا ايضا يرعبني التفكير في الموت وحيدا واعتقد انه من اسباب اصابتي بالارق

خاصة وقد مات قريب لنا واكتشف اخوته وفاته بعد اسبوع رغم انهم يسكنون معه في نفس العمارة
وقد كان لهذه الحادثة اثر رهيب على الفترة الماضية

رحمه الله رحمة واسعة واسكنه وجميع موتانا فسيح جناته

تحياتي

Bella said...

اهلا بثينة

لاتتصوري مدى حزني على الاستاذ محمود خاصة طريقة وفاته

احزنني كثيرا ان يموت وحيدا بعد ان عاني كثيرا من التجاهل والنكران بعد ان طبقت شهرته الافاق

رحمه الله رحمة واسعة

Bella said...

يامراكبي

مرحبا بك

هذا ماوجعني كثيرا خاصة وقد اختبرت مشاعر الوحدة والغربة فترة طويلة وجربت ان امرض وحيدة وينفض عني الجميع خاصة من كنت لاأتواني عن مساعدتهم
ولهذا يعذبني خبر وفاة اي شخص وحيد

Bella said...

راجي

مرحبا بك

رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته

Ossama said...

يالرغم من اختلافي الكبير عن محمود عوض رحمه الله رحمة واسعة
الا انه كان من آخر الصحفيين المحترمين
رحمه الله و اسكنه فسيح جناته

عمرو فهمي said...

رحمه الله وجميع موتى المسلمين

لا حول ولا قوة الا بالله
فى الواقع كم تحزن النفس على هذه
الطريقة فى الموت
ان يموت وحيدا

ميرام said...

الله يرحمه ):
ويبدله دارا خيرا من داره
):

Tarkieb said...

الوحدة وحشة اوووي الله يرحمه كان عبقري ...

غمض عينيك said...

الله يرحمه ويدخله فسيح جناته
البقاء لله

لسه فاكراني؟

تحياتي
محمد سمير

L.G. said...

رحمة الله عليه

من أصعب حالات الموت الموت وحيداً لأن الانسان يرتعب في تلك اللحظات ويتمنى تواجد أحباؤه ليحاولوا تثبيته وتلقينه وقتها رزقنا الله التثبيت وقتها

مررت بتجربة مثل تلك كان شخص كبير يتردد على شركتنا واختفى وكان يوم الجمعة والسبت اجازة وعندما تساءلت عنه لم يعره أحد التفاتا ولكني ظللت وراء مديري ليسال عنه حتى وجوده متوفيا في منزله من يوم الجمعة وحزنت لموتته وحيدا وله أبناء !! الا يسال الأبناء عن آبائهم المسنين ولو بالهاتف

رحمنا الله

Tarkieb said...

انت بخير يا بلا؟ مفيش جديد ولا ايه؟ مستنيين بقى

sal said...

الله يرحمه
ويرحمنا جميعا

hema said...

لا الله الا الله
اللهم ارحم اموت المسلمين أجمعين