رقيتك من عين اللى دعموك ولا صلوش ع النبي

كتُر الحديث عن الدعم ووصوله لمستحقيه او بالأحرى عدم وصوله لمستحقيه فتفتق ذهن الحكومة الذكية عن فكرة عبقرية لتوصيل الدعم لمستحقيه حماية له ولهم من تغول غير المستحقين الذين ينتشرون كالنار في الهشيم ويلتهمون موارد الدولة فلا تستطيع ياحبة قلبي من توصيل الدعم لباب المستحقين.
فتفتق ذهنهم عن فكرة عبقرية ألا وهي إلغاء الدعم عن السلع المدعومة وصرف بدل نقدي حتى تضمن توصيل الدعم لمستحقيه !!!!

وبدأت الحكومة في إطلاق بالونات اختبار يمين وشمال لقياس نبض الشارع تجاه هذا القرار ويبدو أن نبض الشارع يعاني من ضعف كبير حتى أنه لم يفكر أن يناقش او يستفسر عن هذا الدعم المزعوم في ظل هذه الزيادة الرهيبة التي تلتهم كل موارد الاسرة واصبح تدبير الميزانية في ظل الدخل الحالي أمر يستحق التسجيل في موسوعة جينيس للارقام القياسية .
ولم يفكر أي مواطن في التوقف للحظات والسؤال عن السلع المدعومة حتى يعرف راسه من رجليه في هذه المعمعة القادمة !!!
ربما لم يفعل أحد ذلك بسبب الارتفاع الكبير في أسعار كافة السلع حتى اصبحنا نشك في وجود دعم اصلاً !!!
ولم تكتف الحكومة بإطلاق تصريحات رسمية بل أاصبح الحديث عن الدعم وضرورة إلغاءه لتخفيف العبء عن ميزانية الدولة مهمة كل من يريد التقرب من أهل الحل والربط في هذا البلد فانطلقت علينا أبواق المشجعين لإلغاء الدعم ومنهم بالطبع رؤساء تحرير الصحف الحكومية المسماة زوراً بالصحف القومية وآخرهم كان السيد أسامة سرايا رئيس تحرير الاهرام في حديث مستفيض في برنامج العاشرة مساء أمس.

أتفهم أن تحاول الدولة زيادة مواردها للقيام بدورها تجاه من تحكمهم ولكن في نفس الوقت يعجز عقلي القاصر عن تفهم طريقة الدولة العبقرية في زيادة مواردها والتي بدأتها برفع يدها عن تقديم أغلب الخدمات التي كان عليها ان تقوم بها كالعلاج مثلا والتعليم الذي وقف منذ فترة في طابور المنتظرين لإلغاء مجانيته.
واصبح على الشعب أن يتكفل ببعضه البعض ويتبرع لبعضه البعض !!!!
ومازالت الحكومة تتشدق بجهودها التي تبذلها للتقدم بهذا البلد ومازالت التصريحات المريبة تخرج علينا حتى أن وزير البترول يصرح بأن إنخفاض سعر البنزين هو السبب الرئيسي في الفوضى المرورية التي تعاني منها مصر !!!
وسبقه تصريحات شبيهة لوزير الكهرباء والطاقة أعقبته زيادات غريبة في فواتير الكهرباء !!!
وقرارات السيد وزير الصحة المتتالية برفع أسعار الدواء لمرات عديدة في فترات قصيرة ومتقاربة مما أثقل كاهل المرضى والمعذبين الذين لم يعد يكفيهم المرض حتى تحط عليهم هموم أسعار الدواء !!!
ورغم سوء حال رغيف الخبز واختراع مسميات لا أول لها من آخر وبيع الدقيق المدعوم خارج المخابز تحت سمع وبصر الحكومة ورغم ان الأمر يحتاج لحل جذري بضبط الاسعار وتوقيع عقوبات مشددة على المتلاعبين بقوت الشعب !!!

إلا أنه كالعادة الحل الاسهل هو زيادة الضغط على المواطنين وتركهم فريسة للمستغلين ولصوص الارزاق والاقوات وتكبيلهم بمزيد من زيادات الاسعار والتلويح بإلغاء الدعم تمهيداً لتحويله لدعم نقدي ضماناً لوصوله لمستحقيه !!!!

وكلنا يعرف كيف يتم التعامل مع زيادة المرتبات كل مرة حتى أصبحنا نكره هذه الزيادة ولا نريدها !!!!

في ظل هذا الجو المشحون والتصريحات الكثيرة يتوجس الجميع خيفة خاصة والمعاناة تشتد والمرتبات لاتكفي لأكل العيش الحاف ناهيكم عن الطبخ والتحلية واللبس والتعليم وخلافه!!!

دبرنا ياوزير ماذا تفعل لو كنت (بعد الشر عنك طبعا ) مكاننا !!!
هل تسرق ؟؟
السرقة حرام وكثير من الشرفاء يخافون عقاب الله ويتمنون رضاءه حتى لايخسروا الآخرة بعد أن حُرموا من الدنيا !!!
هل تنصب؟؟
النصب له ناسه الذين يتمتعون بمواهب خارقة تفوق الملايين الذين يقعون ضحايا لهم !!!
هل تهاجر ؟؟
الهجرة غير الشرعية حرام شرعاً كما افتى فضيلة سيادته مؤخراً وغرق المحاول للهجرة لايجعله شهيداً بل طماعاً كما عرفنا مؤخراً !!!

حتى لو فكرنا في هجرة شرعية فحال تعليمنا لايسر عدو ولا حبيب والدليل ملايين العطالى الجالسين على المقاهي يلعبون الطاولة ولايريدون حتى ركوب قطار العمل حسب الإعلان الشهير !!!

دبرنا ياسيادة رئيس الوزراء

عرفنا ماهي السلع المدعومة اصلا حتى نتعرف عليها !!!
عرفنا كيف سيصل الدعم لمستحقيه عندما تحوله لدعم نقدي !!!
لااريد أن أطيل عليك فوقتك ثمين ولكن لي طلب أخير
ماتاخد مرتبي وعليه الدعم النقدي وتأكلنا وتشربنا وتلبسنا وتعالجنا منه ومش ح اقول لك ادفع لنا فواتير الكهربا وأنابيب البوتاجاز ولا المية والتليفونات
اصلي بصراحة مشفقة على سيادتك من التفكير في كيفية تصريف أمور أسرتنا الصغيرة بهذا المبلغ المضاف له الدعم النقدي!!!

الواحد بقى أحسن له يبخر نفسه بالمبلغ ويعمل عروسة ورق ويخرمها بدبابيس من عين البقال ومن عين الجزار ومن عين صاحب المخبز اللى على اول الشارع وطابور الناس الواقفين نفر نفر ومن عين كل اللى دعموه ولا صلوش ع النبي