كل سنة ومصر كلها بخير وصحة وسعادة
عيد شم النسيم أو عيد الربيع من الأعياد التي كنا نحتفل بها جميعا قبل أن تتغير الاحوال وينقسم الشعب المصري على نفسه ويتحول لفريق يحتفل وفريق يحرم عليه الاحتفالات
ماعلينا
هذه نُبذة مختصرة عن شم النسيم وطقوس الاحتفال به قديما وعلى مر العصور حتى وصلنا لعصرنا هذا
في طفولتي كنا ننتظر هذا العيد بفارغ الصبر حيث تقوم أمي بتجميع كمية من بيض الفراخ التي كانت تربيها ( أيام العز وقبل ظهور انفلونزا الطيور) حيث كنا نربي دجاج ونطعمه من فضلات أكلنا أو كما كانت تقول أمي أن الفراخ بتلم النعمة وبناخد منها نعمة ( اي البيض ولحمها عند ذبحها) ولم نكن نعرف بيض المزارع ولم تكن أمي تعترف به ولازالت لاتعترف به حتى الآن وتعتبره بيض صناعي كدجاج المزارع التي تأكل أعلاف مخلوطة بهرمونات تنتج لحم كاوتشي الطعم ولا رائحة له( كانت ولازالت هذه نظرية أمي) وكذلك كانت تعتبر البيض الناتج عن هذه الدجاجات !!!
كانت أمي تجمع لنا البيض الذي كنا نقوم بسلقه وتلوينه بالإمكانيات المنزلية كأن نستخدم قشر البصل للحصول على اللون البيج للبيض
وإذا أردنا لون بني غامق كانت تضع في ماء السلق قليل من الشاي
وفي إناء آخر كانت تضع مجموعة أخرى للسلق مع الكركدية للون أحمر قاني مائل للنبيتي
وفي إناء رابع كانت تضع بنجر وهكذا ولم نكن نعرف الألوان الصناعية الضارة بل كل مانستخدمه كان طبيعياً وصحياً.
وكنا نستيقظ في الصباح الباكر على رائحة سلق البيض فنقوم بمرح ونشاط لنبدأ يومنا الفني المزدحم مبكراً وحتى ننتهي بسرعة من عملية التلوين حيث كانت أمي توزع علينا البيض المسلوق لنقوم جميعا بعملية التلوين وكان يشترك معنا أبي رحمه الله بأفكاره الفنية التي كان يعلمنا اياها وكان دائما مايفاجئنا بأحدث صيحات التلوين ولصق الملصقات الجاهزة ذات الخلفية الشفافة والصور المرحة الجميلة لنكمل الطقوس المعتادة في هذا اليوم من أكل الفسيخ الذي كان يشتريه لنا أبي من تاجر اسواني يعرفه جيداً وكان يصاحب هذه الوجبة دائما البصل الأخضر والخس والملانة ( الحمص الاخضر ) التي لم أكن استسيغ طعمها كثيراً ونحن صغار.
وكانت تمر علينا أعياد نقوم فيها بتلوين البيض قبل العيد بيوم حتى نتمكن من عمل كميات كبيرة لنوزعها على جيراننا الذين كانوا بدورهم يعطوننا من عمل أيديهم.
كان أخي يقوم بتبديل بعض البيض الذي لم يلونه بشكل جيد مع البيض الخاص بي وكان يخفي نصيبه حتى يتأخر أكله ويظل أطول فترة ممكنة قبل ان نأكله ههههههههههه
كبرنا وكبرت معنا الهموم والمشاغل ولم نعد نحتفل كالسابق ولكن هذه الذكريات كثيرا ما تطفو على سطح الذاكرة كلما مر شم النسيم خاصة وقد تقلصت المساحات الخضراء والحدائق العامة التي كنا نذهب إليها ولم تعد مظاهر البهجة على الوجوه كالسابق ولم يعد النسيم عليلاً بل حلت محله سحابة سوداء تزورنا كل عام وسحابة صفراء تخنقنا بترابها ورمالها كل ربيع
أما الاحتفال بالربيع في الخارج فله طقوس اخرى ربما أكتب عنها يوما ما
كل سنة وأنتم جميعاً بخير
كل سنة وإخوتنا المسيحيين بخير
5 comments:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اه يا بيلا
واكنك بتحكي عني نفس التفاصيل ونفس السيناريو
يمكن كلنا كنا زمان بنعيش بنفس الطريقه وحياتنا كانت محتفظه بنكهه مصرية كل الناس بتعمل نفس الحاجه في نفس الوقت
فاكره في تدوينه عند استاذ احمد شوقير اسمها انا من هذا الجيل تلاقينا كلنا كنا بنعمل نفس اللي هو قايله بالحرف، وده برضو ينطبق علي طقوس شم النسيم
صحيح البهجه قلت كتير اوي عن زمان يمكن دوامة الحياه والشغل واخدانا بس برضو الواحد بيحاول انه يستمتع علي اد ما يقدر
كل سنة وانت طيبه يا بيلا
سلام
خمسة فضفضة
مرحبا بك
كل سنة وانت طيبة ياست الكل
طبعا فاكرة تدوينة شقير وكانت عاجباني جدا وكأنه كان بيتكلم عني
والحققة ان جمال اي طقوس بيكمن في اشتراك الجميع فيها
فزي مافي شم النسيم جيراننا المسيحيين كانوا بيلونوا البيض ويدونا منه
احنا كمان كنا ينعمل كده
وبنعمل ترمس وحاجات دايما مصاحبة لكل مناسبة معينة وتبادل الهدايا ده كان اجمل مافي الموضوع
كانت ايام جميلة
بس البهجة فعلا قلت كتير عن زمان لاعتبارات كتيرة
غير الغلاء
احنا حياتنا لم تعد بسيطة زي الاول
تحياتي
كل ربيع وأنت طيبة
نسيتي الكفلة
المزدانة بالبيض
والترمس والحمص والحلبة
صحيح كلنا اشتركنا في كل التفاصيل دي
وباحاول اعملها علشان اعيش شوية زمان
بس قول للزمان ارجع يا زمان
سبت النور
كانوا عندنا لو عيل صغير ماشى فى الشارع تلاقى ست كبيرة أخذتة وعكشتة وحطت له كحل والواد يا ولداه يفضل يعيط لما يبان له اصحاب
قال ايه بيوسع العين ولا مش عارف بيخليه يشوف أكثر
السلام عليكم
تعليق بسيط على موضوع "انقسام" الشعب المصرى لقسمين واحد بيحرم الإحتفال بشم النسيم والتانى بيحتفل بيه
أولا: هل حاولتى تعرفى هما ليه بيحرموه .. وهل ليهم سند شرعى ولا لأ؟
ثانيا: حيث أنك سميتى ذلك إنقسام ... فكأنى أشعر أنك تريدينا دائما متوحدين على رأى واحد فى كل الأمور -حيث أنكى ترى مجرد الإختلاف على الإحتفال بيوم ظاهرة انقسام- وهذا يقودنا للسؤال
على أى شئ تريدينا أن نتوحد ... ولماذا أتوحد على ما تريدين وليس على ما أريد؟
هذه -والله يعلم- ليست اسئلة استفزازية ولكنها أسئلة تحفيزية لتفكرى فى الأمر وتبحثى ثم تتخذى رأى وألا يكون هذا الرأى متأثرا فقط بعاطفة مجردة من العقل كثيرا ما تخطئ
Post a Comment