Monday, March 5, 2007

خواطر دستورية

في حلقة العاشرة مساء 4/3/2006 كانت هناك حلقة نقاشية حول مفهوم المواطنة بمناسبة الجدل الدائر مؤخراً حول التعديلات الدستورية المزمع طبخها في الدورة البرلمانية الحالية, وضيوف الحلقة كانوا
د/ على الدين هلال ( معروف طبعاً )
ا/ فهمي هويدي الكاتب الكبير
د/ منى مكرم عبيد عضو مجلس الشعب السابق واستاد بالجامعة الامريكية
وبعد ديباجة طويلة من منى الشادلي عن المواطنة تم عرض تقرير استطلاع رأي عينة من المواطنين حول مفهوم المواطنة. ومن خلال الاستطلاع إتضح إلتباس الأمر على البعض ولم يكن مفهوم المواطنة واضحاً لديهم, فالبعض اعتبره عيش المواطنين في سلام
والبعض إقترب من المعنى عندما تحدث عن المساواة بين المواطنين
ومنهم من عرفها على أنها مساواة في الحقوق بين المواطنين
واتضح من الفهم العام للعينة المُستطلع أرائها أنهم يقصدون المساواة بين المسلمين والمسيحيين .
ولم يتطرق أحد بشكل مباشر للتصريح بدلك ولكن المعنى كان مفهوم ضمنياً ولم يتحدث اي منهم عن التمييز بسبب الجنس أو اللون أو المكانة الاجتماعية أو المادية ( وغيرها من أنواع التمييز المشهورة في مصر ).
ولكن ضيوف البرنامج أفاضوا في الحديث عن مفهوم المواطنة وأنواع التمييز الحاصل في المجتمع. وأثناء الحوار حدث إتصال هاتفي من المتحدث الإعلامي باسم كتلة الإخوان في البرلمان وتحدث عن إعتراض الإخوان على مصطلح المواطنة لأنه فضفاض وغامض بالنسبة لغالبية الشعب وعرض اقتراح مادة تحمل نفس المعنى الوارد في المناقشات وهو مساواة جميع المواطنين في الحقوق والواجبات دون أي تمييز بسبب الجنس أو اللون أو الدين ... إلخ
ومن خلال السجال الدي دار بينه وبين الدكتورة منى مكرم وتشبث كل طرف بمقترح التعديل الخاص به رغم أن المضمون واحد يتضح أننا نقف كثيراً أمام صغائر الأمور ونوليها إهتماماً كبيراً يستنزف منا جهداً من الأولى توجيهه لأمور أهم ( من وجهة نظري ). فبدلاً من نقل المعركة لساحة الصياغة اللغوية وهل هده الجملة أوضح أم تلك أبلغ ( من البلاغة ) وهل هده العبارة قوية ورنانة أو تلك لاتقل عنها قوة ورصانة.
وحسب قول الدكتور يحيي الجمل في اتصال هاتفي أن المادة (40) تتحدث عن نفس المحتوى وبشكل محدد وقاطع بخلاف المادة (2) موضع النزاع والتي تنص على

فهل المشكلة حقاً في صدور قانون ما أو تعجيل مادة دستورية, أم أن مسكلتنا الحقيقية تكمن في تطبيق مواد الدستور الحالي وتفعيلها كي لاتظل حبر على ورق. يعني المشكلة ليست في وجود النصوص بل في تطبيق هده النصوص فعلياً وإيجاد آليات لمنع خرق هده النصوص أو الإلتفاف حولها.
فما قيمة أي تعديل إدا لم يُطبق ؟؟؟
هل ستُحل كل مشاكلنا إدا تم وضع النص الفلاني بالصيغة العلانية ؟؟؟
وفي نفس الوقت لايهم إدا كان النص مجرد حبر على ورق ولايطبق فعلياً !!!
هل نحن في الأصل مواطنون متساوو الحقوق والواجبات أمام القانون ولايحدث اي تفريق بين كافة فئات المجتمع ؟؟؟؟
والأمثلة على التمييز واضحة وضوح الشمس
- فالغني في بلدنا يستطيع أن يفلت من العقاب إدا ارتكب جرماً في حق مواطن فقير !!!!
- هل الشرطة حقاً في خدمة الشعب كما كنا نقرأ اللافتات في الأفلام القديمة ؟؟؟
الإجابة طبعا معروفة للجميع وكليبات التعديب خير شاهد عليها 
- هل هناك تكافؤ فرصعند التقدم لوظائف في الخارجية مثلا او التليفزيون ( حيث الإحتكام للوساطة بدلا من الكفاءة  )
- هل التقدم لكليات مثل الشرطة والكليات العسكرية يتم بناءً على معايير موضوعية ولاتتدخل فيه الأيدي !!!
- هل هناك عدم تمييز بين المسلمين والمسيحيين في الحالات السابقة ؟؟؟؟
- هل هناك عدم تمييز بين النساء والرجال عند شغل بعض المناصب والوظائف ؟؟
والأمثلة على التمييز كثيرة وتحتاج لمجلدات لحصرها.
الخلاصة أننا جميعاً نعاني من التمييز لافرق بين مسلم ومسيحي, رجل أو إمرأة, أبيض أوملون. كلنا مضطهدون طالما لسنا من أصحاب السلطة أو من الصفوة والمقربين كما يُطلق عليهم أو كما قال الاستاد فهمي هويدي أن المواطن يجب أن يكون مواطناً بدوام كامل وليس مواطن نصف الوقت أو ربع الوقت.
أفيقوا ياسادة
العبرة ليست بالتعديلات ولا بالصياغة ولكن العبرة بالتنفيد الفعلي للقوانين الملقاة في الأدراج أو تحت الأقدام.

تحديث

هدا الموقع به معلومات عن التعديلات الدستورية المقترحة

أصواتنا

6 comments:

سجين فى قلب الوطن said...

تهنئة بعودتك للكتابة مرة اخرى

ندخل فى المفيد
قضية صياغة النص الدستورى او القانونى قضية خطيرة جدا
لأن صياغة النص هى ألى بتأدى فى الأخر الى التطبيق الصحيح او التطبيق الصريح
الصحيح يقصد بيها ما تم تفصيل النص من أجله
اما الصريح فهو التطبيق اللفظى كما هو

الأختلاف بيكون فى كيفية اللعب بالألفاظ حتى يتم استخدام القانون فيما بعد من فئة "مأيفتية التنفيذ" أما فئة "ترزجية القوانين" فدول لهم طرق اخرى

اما مفهومة المواطنة و الوطن
فهو شئ متداخل بكل الصور
لكن أظرف مفهوم انا سمعته من أحد الأصدقاء كان
"الوطن هو موقع قدمى" وضع يد يعنى

اما قضية التوك شو فهى زى ادوية جدول المخدرات فئة ب لأنها تسكر و لكن لا تميت احدا

المساواه فى الظلم عدل

لأن ألى مش معاه واسطه مش زى ألى معاه طبعا

التفرقة فى مصر ليست على اساس جنس او عرق او لون او دين حتى

التفرقه على اساس الواسطة فى كل شئ و اى شئ

انا رغيت كتير جدا
كفاية كداااااااا

اه بالمناسبة
أقتراح لقاء شهرى لمدونى الأسكندرية
http://misryawey.blogspot.com/2007/03/blog-post.html

و مره اخرى مبروك عودتك للفضاء السيبيرى التدوينى

Bella said...

مرحب طارق

مايحدث حاليا هو تفصيل لدستور ستريتش على مقاس الوريث الجديد
والبركة طبعا في ترزية القوانين اشي مخطط واشي منقط وعلى كل لون ومقاس واللى يحب النبي يصلي عليه

لكن مايزعج حقا هو التهريج الاعلامي من مطبلي الصحف الصفراء ( الصحف القومية سابقاً ) والدين يروجون للتعديلات كأنها غاية المراد من رب العباد وتفضل من السيد الرئيس على الرعايا رحمة بهم مما هم فيه .
والمصيبة الاكبر ان هناك من يصدق هده الترهات ويعتقد اننا نسير خطوة للأمام
رغم اننا نتقهقر للوراء آلاف الخطوات واحوالنا تسير من سيئ لأسوء.

وطبعا غالبية المواطنين مهمومين بالبحث عن لقمة العيش ولايعنيهم في كثير او قليل ماسيحدث للدستور من توسيع او تضييق حتى لو كان عاري الصدر طالما أنهم غير معنيين بإرتداءه

وربنا مايحرمنا من كل ترزي عتيد

shady said...

هو ايه الموضوع
مواطنه؟؟؟
طيب وبعدين
المادة التانيه
السادات؟
مات
أقباط مالهم؟
حقهم ماله؟
الفقرا منهم مثلنا فى التعاسة وكبارهم مع كبارنا فى السعادة
الموضوع؟ أمريكانى
مهجر وحسنى وبابا بوش وكل عرايس اللعبه

عوداً حميداً يا بيللا

sydalany-وش مكرمش said...

مالناش فيه
تفتكري يعني الدستور كان قبل كده بيتطبق
و بعد كده حيتطبق
و حتى لو اتطبق
إيه الفايدة

رأي متشاءم


طبعا رغم كل ما يحاول أعداء النجاح فالحقيقة واضحة جلية
تعديل الدستور يصب رأسا في مصلحة الشعب و بالتعديل أو بدونه نحن في أفضل حال لكن ما يمنع أن نسد بعض الثغرات

رأي واحد حزب وطني


ورأيي الخاص
أفضل أن احتفظ به لنفسي ...و بيني و بينك لسة ما كونتش رأي لإن ببساطة مش حيفيد في حاجة

إبراهيم محسن said...

Bella هاي

كلامك يطوي داخله مرارة خاصة ضد الأوضاع الراهنة.. وهو فضفضة وشكوى اكثر منه مقالة

تلك الدولة التي نحيا فيها لا تعرف معنى المساواة.. فيموت احدهم جوعاً في حين أن الآخر يهدر ما يقارب راتب موظف في عام كامل في مجرد سهرة لطيفة أو ترفيه في صالة بولينج

بلد يكال فيها الناس بمكيالين إناس جوعى وإناس يأكلون
إناس ركب وإناس يترجلون

بلدك زي الرصيف وسخ وعاوز يتكنس
ناس بتعرق على الرغيف وناس بتعرق من التنس

بخصوص موضوع الساعة عن مواد الدستور الخاصة بأن مصر دولة إسلامية ويتم فيها تطبيق الشريعة الإسلامية.. حدث الإختراق الأمريكي لنا من خلال المسيحيين حين لجأوا إلى المبدأ الشهير فرق تسد.. وأثاروا تلك القضية فهاج وماج بعض المسيحيين رغبة منهم في تحويل الدولة من إسلامية إلا مجرد دولة مدنية

وهذا ليس من حقوقهم لأن تلك الدولة إسلامية منذ أكثر من 1500 عام والأغلبية مسلمون ويجب أن يرضخ المسيحيين لهذا الأمر لأن الأقلية المسلمة في فرنسا أو أسبانيا لم تطالب بتحويل تلك الدول من مسيحية إلى مدنية

يجب ان يبقى الحال على ما هو عليه

وكلنا إخوات زي بعضه ولازم نفهم إن أمريكا مش هتسيبنا في حالنا ومنبقاش زي الغنم بنعملها اللي هي عاوزاه من غير ما نحس

سلام وختام

الحصان الأسود said...

المواطنة هي ان يكون المواطن واحدة ست

يعني مؤنث مواطن

و الغاية من تعميم المواطنة عالبلد ان يصبح الشعب كلة نسوان
و يقضوا عالرجال كلهم و نلبس طرح