Tuesday, June 5, 2007

في ذكرى النكسة - الجريمة والعقاب


رغم مرور هذه السنوات يظل السؤال حائراً ودائخاً : لماذا جرى ماجرى ؟؟
وستمضي سنوات طويلة قبل أن يندمل " جُرح " الخامس من يونيو 1967 .
فقبل أن تطلق اسرائيل " رصاصتها الأولى " نحونا , كنا قد بدأنا في إطلاق رصاص التسيب والعنجهية والغرور واللامبالاة على انفسنا !
خلاصة العبارة اننا هزمنا انفسنا قبل أن تهزمنا اسرائيل , كنا أعداء انفسنا , وساهم غرورنا في جلب الأعداء إلينا .
ولا توجد أبلغ من ابيات الشاعر العربي الكبير نزار قباني في قصيدته الشهيرة " هوامش على دفتر النكسة " حيث جاء فيها :

إذا خسرنا الحرب لاغرابة ...
لأننا ندخلها بكل مايملكه الشرقي من مواهب الخطابة .
بالعنتريات التي ماقتلت ذبابة .
لأننا ندخلها بمنطق الطبلة والربابة .
... و
مادخل اليهود من حدودنا .
وإنما تسربوا كالنمل من عيوبنا ...

نعم هزمتنا عيوبنا قبل أن يهزمنا العدو !!!
فماذا حدث حتى وصلنا للهزيمة البشعة المسماة بنكسة يونيو ؟؟؟
وماهي الاجواء التي مهدت لهذه الكارثة ؟؟
ومن المخطئ ؟؟؟؟؟؟؟
هل كانت هزيمة جيش ؟؟؟؟
أم هزيمة قيادة ؟؟؟ ؟

حتى نصر أكتوبر كسرنا فرحة الناس به
وتحولنا من نكسة لنكسة حتى اصبحت حياتنا مجموعة متلازمة من النكسات.

ننظر حولنا فنجد إخوتنا الفلسطينيين كالايتام على موائد اللئام يتضورون جوعاً بعد أن حاصرهم الغرب والامريكان بايدينا ووقفنا نتفرج عليهم وأكتفينا بالدعاء لهم ومنا من بخل بالدعاء حتى.

ننظر لمسافة أبعد فنرى جحافل الأمريكان والإنجليز قد أحتلت العراق الشقيق وأتت له بجيوش من شتى أنحاء العالم وحولته لعصر ماقبل التاريخ ونهبت ذاكرته وقتلت وشردت ابناءه.

ننظر أقرب لنجد إخوتنا في لبنان مابين حرب اليهود عليهم وإنقسام القوى اللبنانية بشكل يدعو للرثاء وبين صراعات تتفجر من آن لآخر منذرة بحرب أهلية تأكل ماتبقى من أخضر ويابس.

وكذلك سوريا تنتظر دورها في الطابور

والفلسطينيين لم يكفهم مايفعله بهم العدو الصهيوني حتى تكالبت عليهم نيران الإقتتال الداخلي فاصبحوا يعانون أكثر مطرقة الاحتلال وسندان الخونة والعملاء ومايحدث للاجئيهم في مخيم نهر البارد ومخيم عين الحلوة في لبنان.

نحن ننتقل من نكسة لنكسة اشد وأكثر ترويعا من سابقتها وزاد الإنبطاح والخنوع.

لقد طال النفق المظلم الذي نسير فيه.

فهل هناك أمل في ضوء في نهاية النفق أم مازال علينا الإكتواء بنيران نكسات جديدة حتى نرى الضوء.


16 comments:

غمض عينيك said...

فعلا يابيلا احنا اللي هزمنا نفسنا زي مابنهزمها كل يوم
واحنا اللرخصنا نفسنا وخلينا الهوان طريقنا والذل دستورنا
طول عمرنا واحنا بنشجب وندين لغايه ماصوتنا بقا زي الهوا
دورنا جي في الطابور لكن لسه الغرور والعنظزة شغالين
ويللا اهي كلها اغاني

تحياتي ليكي
محمد سمير

Bella said...

محمد سمير

مرحبا بك
نورت المدونة

في تغطية الجزيرة المستمرة منذ عدة ايام لمرور اربعين عاما على النكسة استطلعت اراء الشارع العربي

لايمكن تتصور ردود فعل الشارع المصري على موضوع النكسة

اليوم مثلا سمير عمر قابل عدة افراد من فئات عمرية مختلفة والكل تقريبا باستثناء فرد واحد معلوماتهم عن النكسة مغلوطة!!!

تصور احد المواطنين قال ان السبب في النكسة الاسلحة الفاسدة والملك!!!

وغيرها اراء تبكي من الزعل على التجهيل الذي وصل له الشعب المصري سواء بسبب كسله واعتماده فقط على وسائل الاعلام الحكومية

او بسبب انشغاله بلقمة العيش لدرجة تدعو للرثاء حتى ان الناس اصبحت لاتعرف تاريخها بالمرة وكل من تتحدث معه عن أهمية معرفة الماضي حتى نتعلم منه ونصلح الحاضر يقول لك

ياعم احنا ورانا عيال بنأكلها!!!

هكذا اصبح الشعب يفكر

اما مهموم بلقمة العيش
او مخدوع
او
او

مصائب وكل مصيبة اكبر من سابقتها

تم تشويه ذاكرة المواطنين

تصور كيف حال الاجيال الصغيرة وماهي معلوماتهم عن وكسة 67

صراحة خيبتنا اصبحت لاتسر عدو ولا حبيب

Ahmed said...

اقولك حاجة انا لا احاول التفكير في اليوم ده كتير وده لسبب بسيط وهو علشان نقدر نبص لقدام
محدش قال ننسى لا ابدا دم الشهداء امانة في رقبة كل مصري إلى يوم القصاص والاخذ بالثار
لكن لازم ننسى بشكل مؤقت ونشتغل ونكبر ونعللي بلدنا علشان لما ييجي وقت الحساب نبقى اد الحساب من غير نكسة تانية
احييكي على البوست
تحياتي

Bella said...

Ahmed AL-Hussany

مرحبا أحمد

انا لااقول نتوقف عند هذا اليوم ولانتحرك للأمام
تذكر التاريخ لأخذ العبرة وعدم تكرار الخطأ مطلوب.

والحقيقة اننا لم نعد ننظر للتاريخ ولا حتى للجغرافيا وتركنا البلد تُباع ولم نحقق إنجازات بالمعني الصحيح للانجازات ما يفعل غيرنا.

اتمنى ان يحاول الناس أن يعملوا بالفعل وليس القول وأن يجيدوا في عملهم.

الصناعة المصرية اصبحت في الحضيض بسبب انعدام الضمير

والحال لايسر عدو ولا حبيب

والكلام ليس موجها لنا نحن المصريين فقط بل لنا جميعا كعرب تضررنا بشكل كبير من هذه الوكسة الكبرى

تحياتي

عدى النهار said...

شاهدت بالأمس فيلم تسجيلى إسرائيلى عن 67 تم فيه لقاءات مع ناس شاركت فى "المعارك" ومنهم مصريين... الأمر كان مسخرة فوق الوصف. أحد الإسرائيليين قال أنهم مثل الفئران يخرجون من جحورهم بحرص شديد وبسرعة جداً يخطفون شيئاً ويرجعون به لجحورهم. المهم إنهم كل مرة بيخطفوا من نفس الدكان وبيرجعوا بالكثير

Alaa said...

شعب لا يعرف الله هو شعب لا يستحق النصر
كانت فترة بعد عن الدين و انحلال
و حتى في المعركة لم يقولوا الله اكبر
العساكر منهزمة نفسيا
عمي حارب في 67
لو تسمعي حكاياته
تعرفي حال الجيش المنهزم نفسيا قبل ان ينهزم في المعركة
قليلون هم من يتذكرون نكستنا
و لعل تذكرنا له هو ايقاظ لنا من رقاد كنا فيه
ربنا يبارك فيكي و يحفظك على طرحك القيم
و تسلوبك الراقي

Mirage said...
This comment has been removed by the author.
Mirage said...

طيب خلينا فى نكستنا احنا الأول وبعدين ابقى دورى على سوريا وفلسطين

داحنا فى نكسة ووكسة كمان

Xee said...

العزيزة Bella,

مرارة الحقيقة كانت اكثر بكثير من مرارة الهزيمة في 67

فقد كنا نصرح بدنو النصر و نحن نساق للنحر

لم تكن هزيمة جيش ولا هزيمة قيادة ، لقد كانت هزيمة شعبا اتخذ التهليل منهجا للتعامل مع السلطة

تحياتي

Bella said...

عدى النهار

مرحبا

ماحدث في النكسة كان جريمة بكل المقاييس حتى ان القيادة لم تفكر في وضع خطة انسحاب تحافظ على اروح الجنود فسُحق الجيش وتم التنكيل به بانتقام شديد من الصهاينة

المحزن حقا ان الشعب نسى بسرعة وقام للهتف وقت تمثيلية التنحي ولم يفكر حتى في محاسبة المسؤولين عن الهزيمة باعتبار مافات قد مات

Bella said...

علاء

مرحبا بك

الشعب لم يكن بعيدا فقط عن الله بل كان بعيدا عن كل عقل ومنطق وكان من السهل توجيهه بالشعارات والهتافات حتى أدمنها ولم يعد يجيد غير الكلام فقط.

يجب ان نتذكر هزيمتنا ليس من باب جلد الذات ولكن من باب التعلم من الاخطاء حتى لانكررها.

المشكلة في ذاكرة الاجيال الحالية والتي لايعرف الكثيرين منها عن النكسة شيئاً.

كانت فضيحة بكل المقاييس الاجابات التي اجابها الشارع العربي خاصة الاجيال الشابة التي لاتعرف من النكسة غير انها كانت حرب بين الفلسطينيين والاسرائليين فقط

تصور

!!!!!

Bella said...

Mirage

مرحبا بك

نكستنا ووكستنا مشتركة

وزادت نكستنا ووكستنا القويمة بعد ان انخلعنا عن جيراننا ونسينا قول القائل

أُكلت يوم أُكل الثور الابيض

فقد تركنا جيراننا وحدهم ونسينا العمق الاستراتيجي ونسينا ان نحمي ظهرنا فتسلل إلينا الاعداء من كل جانب

وهذه ايضا خيبة قوية جديدة تضاف لسجل خيباتنا الحافل

Bella said...

Xee

مرحبا أخي العزيز

ومازلنا نهلل ونطبل

اصبحت كل انجازاتنا أغاني وأناشيد وبرعنا في ذلك حتى تيبسنا ولم نعد نفعل غير الغناء والتهليل.

محمد عبد الغفار said...

النور فى نهايه النفق بس النفق له بدرى على نهايته

Bella said...

محمد عبد الغفار

مرحب ياسي محمد

طبعا النفق لسه بدري جدا على نهايته طالما مازلنا متربعين على عرش الكسل ومازلنا نأكل من العسل ولانريد ان نتحرك لنغير من واقعنا المظلم

تحياتي

الحصان الأسود said...

الموضوع طويل قوي يا بيللا

بس اقولك كذا نقطة تاعبيني و عاوز اعلق عليهم

اولا واضح ان مستوى الاجيال في النازل ثقافيا عالاقل

يعني انا من فترة ملاحظ ان الموضوع في مستوى التعليم

تلاقي الواحد من دول واخد ثانوية عامة و بكالوريوس ماعرفش اية و مش بيعرف يكتب عربي اصلا

ويقولك سنوية عمه و القوضة و هزا و كم من الاخطاء اللغوية لو انا كنت باعمل ربعها من ثلاثين سنة ماكنتش خدت الابتدائية اصلا

اما بقى فقر في المعلومات حتى مما درسوة في المدرسة من تاريخ و جغرافيا و فيزياء

تلاقي اللي بيقولك المغرب جنب السعودية و الكويت

واللي بيقولك ان زي مانتي بتقولي الاسلحه الفاسدة و الملك سبب الوكسة

واللي مش عارف اصلا مباديء الفيزياء عن الكهرباء اللي ماشية فية بيتهم كام فولت

برغم اننا درسنا كل تلك المعلومات لنتعلم منها في حياتنا العادية و العامه

مش علشان نطلع مدرسين تاريخ و جغرافيا او علماء ذرة و جيولوجيا

___________________________________

بصي بقى

حكاية اسلحه فاسدة برغم انها مش موضوع البوست في الاساس

بس انا باتفرس من اللي صدقوا المسرحية الحججية دي من حوالي ستين سنة للنهاردة

والكلام دة مش من دماغي و انما ممن عاصر و عايش و على علم ببواطن تلك الامور

الموضوع مش كدة خالص ومافيش حاجة اسمها ان الاسلحه اللي حاربنا بيها في 48 كانت فاسدة

الموضوع ان البني أدمين اللي استعملوها لا يعرفون الفرق بين البندقية و النبوت

ولا بين المدفع و محرات الغيط

شوية اغبياء لا متدربين و لا فاهمين اية السلاح اللي في اديهم دة و لا بيشتغل ازاي و لا شيء بس واخداهم الحماسه و ياللا احنا طلعين نحارب اليهود

عمٌر و اضرب يا جدع
دب دب دب دب دب دب
طاخ طاخ طاخ طاخ

مواسير المدافع بتسخن لغاية ماتنفجر في وشهم و هما مش فاهمين اصلا ولا عارفين يوجهوها و لا اي شيء غير حماسة مبالغ فيها اننا حانوري اليهود الويل و حاننزل فيهم ضرب لغاية مانمحيهم

للعلم ان ماسورة المدفع سواء مدفع الميدان او الهاوتزر او مدفع الدبابة بيبقى ليها عمر لازم بعدة تتغير

مثلا ممكن بعد 300 طلقة لازم الماسورة دي تتفك و تتركب ماسورة جديدة والا الصلب اللي فيها بيكون ضٌعف و ممكن تنفجر وهوة دة جزء من اللي حصل في 48

وكمان مواسير المدافع دي لازم تتبرد او ليها معدلات يعني لازم تتساب شوية تبرد بعد قصف دقايق

مثلا بعد ضرب 15 او 20 دانة لازم المدفع يتساب مثلا ربع او نص ساعه علشان الماسورة تبرد قبل معاودة الضرب
و كان زمان على ما اسمع بعض الانواع بتحتاج يصبوا عليها زيت قديم من برة يساعد في تبريدها قبل معاودة استخدامها


وخللي بالك احنا بنتكلم عن اسحه من 60 سنة مش تسليح حديث زي النهاردة

_________________________________

بصي بقى عالوكسة

تلت الجيش المصري مرمي في اليمن تحت رحمه العوامل الجوية في الجبال و الشمس و القناصة

و مافيش مصدر للسلاح للجيش المصري مستقر و تسليحه ضعيف جدا و متهالك باستثناء صفقة اسلحه تشيكي بداية استهلال الكتلة الشرقية في التموين بالسلاح

عساكر غير مدربين زي ما قلنا
كبيرهم يحاربوا بالنبوت

قيادة عسكرية غشيمة لا تعلم اي شيء عن التخطيط و الاستراتيجيات ولا تكتيكات الحروب
ممثلة في عبد الحكيم عامر اللي كان صاغ يعني رائد برتبنا اليوم
و لا يملك اي مهارات قيادية و لا تكتيكية لأدارة كتيبة عساكر في حرب و وليس جيش دولة في حرب
وداير مع الراقصات امثال برلنتي في البارات و الكباريهات

و جاء تعيينة في منصب كنوع من المحاباة من عبد الناصر لشخص من الضباط الاحرار و تقدير لة برغم عدم امتلاكة لأي مؤهلات للمنصب

لا يوجد مخزون استراتيجي يؤهل لحروب طويلة الأمد سواء مخزون وقود او ذخيرة او حتى مخزون قمح و سكر و كبريت

فكان طبيعي اللي حصل من كل العوامل السابقة

طبعا التعتيم اللي عايشين فية خلى الموضوع يحتاج لسنين علشان جزء ولو بسيط من الشعب يعرف حقيقة اللي حصل

لكن دة من حق شعب هوة من يدفع ثمن اخطاء الغير

ولم يكن مسموحا لة ان يعلم او يعرف او حتى يتكلم في هذا لسنوات و الا واجه الاعتقال

بس نرجع و نقول اننا برضة لا ننكر ناصر و فضلة و انة كان شريف و عفيف وكان يبغي مصلحه الأمة و لكن كانت لة اخطاء

فهو ليس بنبي

و اخطاؤة افرزت مشاكل اورتطنا في اوضاع خاطئة

و بالاخص كان الخطأ الكبير هو في وجوب تقدير رجال الانقلاب من مجموعه الضباط الاحرار

فبعضهم أساء للسلطة و لمنصبة و للشعب

ويكفي عبد الحكيم عامر و صلاح نصر

فهذين الاثنين فعلوا بمصر في بضع سنوات ما لم تفعلة فيها جحافل الغزاة على مر القرون
وما زلنا نعاني آثارة لليوم

تحياتي