دليل الإدارة الذكية في الإنتخابات الحمساوية

الآن تم الانتهاء من الطبخة التي طال الإعداد لها منذ فترة طويلة

سمحت أمريكا واسرائيل ومعهم عملاء فتح لحماس بالمشاركة في الانتخابات التشريعية رغم علم الجميع ان حماس ستكتسح وستحصل على اغلبية.
ارسلت مصر مجموعات للمساعدة في الاشراف على عملية الانتخابات ويبدو انهم لم يفلحوا في الاشراف عليها كما ينبغي !!!
طلع علينا السيد محمود عباس بعدة تصريحات كلها تدور حول قبول فتح بنتيجة الانتخابات أياً كانت ويبدو انه كان يأمل كثيراً في الاستفادة من مصر في تجربتها الرائدة في الإشراف على الانتخابات !!!!
صرح كذلك السيد محمود عباس بأنه يقبل نتيجة الانتخابات فنال من الإستحسان الكثير على مواقفه النبيلة ورعايته للتجربة الديمقراطية الوليدة وكذلك تم تلميع الحكومة الاسرائيلية ودورها الهائل في إنجاح التجربة الديمقراطية .
وتمت الإشادة بدور المجتمع الدولي ومعاونته للشعب الفلسطيني في إقامة الديمقراطية.
حصدت غزة غالبية المقاعد في المجلس التشريعي وبات محتما عليها رغم أنف الجميع ان تشكل الحكومة.

وقع المجتمع الدولي في مأزق حقيقي عقب ظهور النتيجة وبدأت الحرب الفعلية للإنقلاب على الشرعية الفلسطينية.

رفضت حركة فتح التعاون مع حركة حماس في تشكيل الحكومة ورفضت كل الجهود الخاصة بهذا الشأن ومع ذلك ظل السيد محمود عباس يؤكد بشراسة على احترامه لنتائح الانتخابات واحترامه لاختيار الشعب الذي يقف له الجميع اجلالاً.

طلب المجتمع الدولي من حماس الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف والإنخراط في العملية السياسية وإنتهاج منهج الإعتدال الذي اصبح كالفيروس السابح في سماء الاقطار العربية.

ولما رفضت حماس الاعتراف غير المشروط بدأت الحرب المباشرة.

تم إحكام الحصار على الشعب المنكوب وتجويعه وزيادة جرعات المضايقة على المعابر وزيادة المداهمات والاقتحامات والاغتيال المباشر .

شاركت كل الانظمة العربية في الجريمة إما بشكل مباشر أو غير مباشر والكل شارك في المشاهدة ثم مصمصة الشفاه كالعادة.

زادت مضايقات فتح لحماس واندلع القتال الداخلي بينهما فارسلت مصر وفد أمنى للمصالحة وفي نفس الوقت قامت الامارات بارسال شاحنات اسلحة لتسليح حرس الرئاسة وقوات الأمن الداخلي التابعة لفتح وعرضت مصر تدريب كوادر أمنية .
واستمرت نوبات الاقتتال الداخلي والمصالحات الأمنية المصرية وتم توقيع اتفاق مكة وقنا اللهم اجعله خير وأُقيمت الأفراح والليالي الملاح ابتهاجاً بالصلح المباح.

ثم مالبث ان اندلع القتال مجدداُ مرات ومرات والعدو الإسرائيلي يفرك يديه فرحاً وكل توقف يبدأ في ممارسة دوره الأصلي في تقتيل من يتبقى من المناحرات بين الفصيلين.

وكل ذلك يتكرر والشعب يتضور جوعاً حتى أنه لم يتبق لديهم مايبيعونه ليقتاتوا به.

ونحن نتابع بكل همة ونشاط ونلهث خلف الفضائيات ممسكين بأكياس الفيشار ونشجع هذا الطرف او ذاك ولم نقصر يوماً في المتابعة والهتاف جزانا الله كل خير على همتنا ونشاطنا.

وعندما قامت حماس بالقضاء على بعض العملاء المسيطرين على الأجهزة الأمنية وفر الباقين لمصر خرج علينا سيد إحترام إرادة الجماهير وتحدث عن إنقلاب حماس على الشرعية الفلسطينية!!!

ونحن نتابع ايضاً ونستهلك المزيد من الفيشار واللب والسوداني بهمة لم نعهدها منذ إحتلال العراق والإعتداء الغاشم على لبنان!!!


ثم مالبث السيد محمود عباس ان أعلن مراسيمه الشهيرة

واستمر الحديث عن انقلاب حماس على الشرعية ولم تظهر حمرة الخجل رغم بحثنا المتواصل عنها.

ورفض هنية هذه المراسيم وأعلن عفو عام وطلب إجراء حوار تصالحي.

طبعا رفض قادة فتح والمعاونين لهم هذه الخطوة ودار حديث عن إرسال قوات دولية لغزة وقيل ان مصر ستشارك فيها

فصرنا أمام حكومتين

حكومة شرعية منتخبة من قبل الشعب المحترمة إرادته حسب الإعلانات والتصريحات التلفزيونية.

وحكومة طوارئ شكلها محمود عباس المتباكي على الشرعية الفلسطينية وبرز من جديد الحديث عن كون حركة فتح الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وكأن إرادة الجماهير ونتيجة الانتخابات لاوجود لها.

وبالطبع سارعت الولايات المتحدة بإعلان فك الحصار عن الحكومة الجديدة وأعلن عمرو موسى ماتوصلت له قمة وزراء الخارجية العرب ومايُنتظر من الحكومة الجديدة في إعتراف واضح بها وكأن حماس لم تظهر يوماً على الساحة الفلسطينية.
وأعلنت اسرائيل دعمها الكامل لمحمود عباس وأنها ستمنع تمويل قطاع غزة بالمحروقات وبالفعل بدات اليوم بالمنع.

والآن اعتقد أن الطبخة نضجت أو على وشك النضوج

طبخة إبعاد حماس عن دورها الاصلي في مقاومة الإحتلال الاسرائيلي وتحرير الارض وشغلها بمعارك طاحنة بمساعدة عملاء فتح ومعاونة المطبعين والمتواطئين المعتدلين الجدد للقضاء على حركات المقاومة في العالم العربي .

والآن عزيزي المتابع مرفق طيه كتالوج بالأدوات المستعملة لطحن وهرس وتصفية اي مقاومة عصية ومن ثم خلط أوراق أي قضية لإنتاج أفضل البهاريز على الإطلاق.

والآن عزيزي المشاهد بالهناء والشفاء وموعدنا مع طبخة قادمة فأنتظرنا قريبا