لو كان الفقرُ رجلاً .. لقتلته
عبارة حكيمة قالها عمر بن الخطاب في معرض حديثه عن تأثير الفقر على الفقراء
وهناك قول آخر
تجوع الحرة ولاتأكل بثدييها
فكيف نحقق معادلة الجوع والفقر دون تعرية الصدر؟؟
وماذا لو كانت هذه الحرة مسؤولة عن إطعام افواه أخرى لاتعي قيمة المحافظة على الثدي من التعرية والتضور جوعاً ؟؟
طالعت هذا الخبر في المصري اليوم وأحزنني ماوصل إليه حال الفقراء في بلدنا وكيف ننظر إليهم ونتعامل معهم رغم إدعاء البعض منا انه يتعاطف معهم ويرحمهم وماإلي ذلك من إدعاءات لاتخرج عن كونها نظرية لاترقى يوماً للتطبيق الفعلي.
موديلات كلية طب.. مهنة لا تعرف الخجل
كتب احمد رجب ٢٥/٦/٢٠٠٧
دخلت السيدة لغرفة الكشف الكبيرة وعلي شفتيها ابتسامة باهتة، تحتوي الغرفة علي عشرات الطلاب بكلية الطب المشغولين بأحاديث جانبية ودكتور خمسيني العمر، تتلاشي ابتسامتها مع أمر الدكتور لها بأن تخلع ملابسها وتنام علي السرير، وبحياء قتلته خبرة السنوات يأمر الدكتور الطلاب بالالتفاف حول جسد السيدة التي تتخفي وراء خجلها، تمر الدقائق بطيئة بينما تتفحص مجموعات من الطلاب جسدها، متحدثين بإنجليزية جامدة غير متنبهين إلي دمعه انسابت ببطء علي وجنتيها، في النهاية تغادر المرأة الغرفة وقد أعطاها الطبيب ورقة من فئة العشرين جنيه.
مهنة جديدة ظهرت في السنوات الأخيرة تحت تأثير ضغوط حياة صعبة ولا ترحم البعض من طبقة مطحونة، لم تجد في عرض أجسادهم العارية أمام مجموعات من الطلاب إلا حلا وحيدا لكسب مبالغ ضئيلة تساعدهم علي كسب قوت يومهم.
سيدة عبدالحميد مطلقة وتعول طفلين بعد اختفاء طليقها، لجأت إلي كليات الطب لتعرض جسدها أمامهم مقابل عشرين جنيهاً يومياً، لم تخبر سيدة أطفالها بمهنتها الجديدة، وتحلم في أحد الأيام، بأن يصبح أحد أطفالها طبيباً، وتؤكد سيدة «في البداية وجدت حرجاً وخجلاً كبيراً في عرض جسدي أمام الطلاب، ولكن بمرور الوقت أصبحت خبيرة في عملي، وأصبحت أجد سهولة في التعامل مع الأطباء، وأحاول مساعدتهم، فبالنسبة لي الطلاب مثل أولادي، ولا ذنب لهم فيما وصلت إليه حياتي.
ورغم ما يمثله الأمر من إحراج للنساء فربما يكون الأمر أقل إحراجاً بالنسبة للرجال، وهو ما يؤكده عبدالحميد السيد، الذي لا يجد أي حرج في إظهار جسده للطلاب، ويري عبدالحميد فيما يفعله دليلاً علي سوء الأحوال الاقتصادية للبلد، فعبدالحميد لم يلجأ لهذه المهنة إلا بعد أن أضناه البحث عن الوظيفة، ولكن عبدالحميد يؤكد أن الأطباء كلهم أصدقاؤه وأنه أحياناً كثيرة يعطيه الأطباء بعض الأدوية اللازمة هدية وهذا يكون بالإضافة لأجره الطبيعي.
ورغم صعوبة المهنة فإن البعض يلجأ إليها من أجل الأدوية فقط، مثل فتحي فوزي الذي يؤكد أن أهم الأسباب التي دفعته إلي هذه المهنة كانت نصيحة البعض له، بأنها الطريقة الوحيدة للشفاء من أمراضه المتعدده، وأن من يقومون بالكشف عليه هم أكبر الأطباء في البلد.
وعلي الجانب الآخر، فإن الطلاب يؤكدون أن الموديلات ـ عارضين أجسادهم ـ يساعدونهم بالفعل وإنهم رغم شعورهم بالإحراج فإنهم ومع مرور الوقت يتحول الجسد أمامهم إلي مجرد آله يطبقون عليها ما يدرسونه، ويرون فيها الأمراض بشكل حقيقي.
ويؤكد محمد شاكر ـ طالب الطب جامعة عين شمس ـ «أن الموديل الذي يتواجد أمامهم في صالة الكشف، له أهمية كبيرة بالنسبة لهم، فمن خلاله يستطيعون التغلب علي خجل البدايات، ويستطيعون أيضاً تطبيق ما يدرسونه بشكل حقيقي عليهم».
أما محمد عبدالحميد، فيؤكد الموديلات، يسببون الحرج لبعض الطلاب، بينما يتعامل آخرون معهم بلا مبالاة، مما يجرحهم، ويبدي محمد دهشته من الظروف التي تدفعهم إلي ممارسة مثل هذه المهنة.
---------
حتى عنوان المقال لم يكن رحيما بالفقراء
حتى المستفيدين من تعرية هذا الجسد الفقير لم يلتمسوا لصاحبه او صاحبته العذر بل أن البعض شكا من الحرج الذي يشعر هو به من وجود هؤلاء الناس ولم يفكر في مدى الحرج الذي يشعر به الموديل نفسه.
وليس هذا فحسب بل ان البعض قد استغرب واندهش من الظروف التي قد تدفعهم للمارسة هذه المهنة !!!
أولسنا بلد المتناقضات حقاً ؟؟
أين الحكومة التي يرفل القائمين عليها في النعيم المقيم ولايدرون بما يعانيه البشر في هذا البلد المنكوب ؟؟
كيف يهنأ لنا طعام وبين ظهرانينا من يتضور جوعاً لدرجة عرض جسده حتى يجد مايأكله أو يطعم صغاره؟؟
الا لعنة الله على الظلم والظلمة
عبارة حكيمة قالها عمر بن الخطاب في معرض حديثه عن تأثير الفقر على الفقراء
وهناك قول آخر
تجوع الحرة ولاتأكل بثدييها
فكيف نحقق معادلة الجوع والفقر دون تعرية الصدر؟؟
وماذا لو كانت هذه الحرة مسؤولة عن إطعام افواه أخرى لاتعي قيمة المحافظة على الثدي من التعرية والتضور جوعاً ؟؟
طالعت هذا الخبر في المصري اليوم وأحزنني ماوصل إليه حال الفقراء في بلدنا وكيف ننظر إليهم ونتعامل معهم رغم إدعاء البعض منا انه يتعاطف معهم ويرحمهم وماإلي ذلك من إدعاءات لاتخرج عن كونها نظرية لاترقى يوماً للتطبيق الفعلي.
موديلات كلية طب.. مهنة لا تعرف الخجل
كتب احمد رجب ٢٥/٦/٢٠٠٧
دخلت السيدة لغرفة الكشف الكبيرة وعلي شفتيها ابتسامة باهتة، تحتوي الغرفة علي عشرات الطلاب بكلية الطب المشغولين بأحاديث جانبية ودكتور خمسيني العمر، تتلاشي ابتسامتها مع أمر الدكتور لها بأن تخلع ملابسها وتنام علي السرير، وبحياء قتلته خبرة السنوات يأمر الدكتور الطلاب بالالتفاف حول جسد السيدة التي تتخفي وراء خجلها، تمر الدقائق بطيئة بينما تتفحص مجموعات من الطلاب جسدها، متحدثين بإنجليزية جامدة غير متنبهين إلي دمعه انسابت ببطء علي وجنتيها، في النهاية تغادر المرأة الغرفة وقد أعطاها الطبيب ورقة من فئة العشرين جنيه.
مهنة جديدة ظهرت في السنوات الأخيرة تحت تأثير ضغوط حياة صعبة ولا ترحم البعض من طبقة مطحونة، لم تجد في عرض أجسادهم العارية أمام مجموعات من الطلاب إلا حلا وحيدا لكسب مبالغ ضئيلة تساعدهم علي كسب قوت يومهم.
سيدة عبدالحميد مطلقة وتعول طفلين بعد اختفاء طليقها، لجأت إلي كليات الطب لتعرض جسدها أمامهم مقابل عشرين جنيهاً يومياً، لم تخبر سيدة أطفالها بمهنتها الجديدة، وتحلم في أحد الأيام، بأن يصبح أحد أطفالها طبيباً، وتؤكد سيدة «في البداية وجدت حرجاً وخجلاً كبيراً في عرض جسدي أمام الطلاب، ولكن بمرور الوقت أصبحت خبيرة في عملي، وأصبحت أجد سهولة في التعامل مع الأطباء، وأحاول مساعدتهم، فبالنسبة لي الطلاب مثل أولادي، ولا ذنب لهم فيما وصلت إليه حياتي.
ورغم ما يمثله الأمر من إحراج للنساء فربما يكون الأمر أقل إحراجاً بالنسبة للرجال، وهو ما يؤكده عبدالحميد السيد، الذي لا يجد أي حرج في إظهار جسده للطلاب، ويري عبدالحميد فيما يفعله دليلاً علي سوء الأحوال الاقتصادية للبلد، فعبدالحميد لم يلجأ لهذه المهنة إلا بعد أن أضناه البحث عن الوظيفة، ولكن عبدالحميد يؤكد أن الأطباء كلهم أصدقاؤه وأنه أحياناً كثيرة يعطيه الأطباء بعض الأدوية اللازمة هدية وهذا يكون بالإضافة لأجره الطبيعي.
ورغم صعوبة المهنة فإن البعض يلجأ إليها من أجل الأدوية فقط، مثل فتحي فوزي الذي يؤكد أن أهم الأسباب التي دفعته إلي هذه المهنة كانت نصيحة البعض له، بأنها الطريقة الوحيدة للشفاء من أمراضه المتعدده، وأن من يقومون بالكشف عليه هم أكبر الأطباء في البلد.
وعلي الجانب الآخر، فإن الطلاب يؤكدون أن الموديلات ـ عارضين أجسادهم ـ يساعدونهم بالفعل وإنهم رغم شعورهم بالإحراج فإنهم ومع مرور الوقت يتحول الجسد أمامهم إلي مجرد آله يطبقون عليها ما يدرسونه، ويرون فيها الأمراض بشكل حقيقي.
ويؤكد محمد شاكر ـ طالب الطب جامعة عين شمس ـ «أن الموديل الذي يتواجد أمامهم في صالة الكشف، له أهمية كبيرة بالنسبة لهم، فمن خلاله يستطيعون التغلب علي خجل البدايات، ويستطيعون أيضاً تطبيق ما يدرسونه بشكل حقيقي عليهم».
أما محمد عبدالحميد، فيؤكد الموديلات، يسببون الحرج لبعض الطلاب، بينما يتعامل آخرون معهم بلا مبالاة، مما يجرحهم، ويبدي محمد دهشته من الظروف التي تدفعهم إلي ممارسة مثل هذه المهنة.
---------
حتى عنوان المقال لم يكن رحيما بالفقراء
حتى المستفيدين من تعرية هذا الجسد الفقير لم يلتمسوا لصاحبه او صاحبته العذر بل أن البعض شكا من الحرج الذي يشعر هو به من وجود هؤلاء الناس ولم يفكر في مدى الحرج الذي يشعر به الموديل نفسه.
وليس هذا فحسب بل ان البعض قد استغرب واندهش من الظروف التي قد تدفعهم للمارسة هذه المهنة !!!
أولسنا بلد المتناقضات حقاً ؟؟
أين الحكومة التي يرفل القائمين عليها في النعيم المقيم ولايدرون بما يعانيه البشر في هذا البلد المنكوب ؟؟
كيف يهنأ لنا طعام وبين ظهرانينا من يتضور جوعاً لدرجة عرض جسده حتى يجد مايأكله أو يطعم صغاره؟؟
الا لعنة الله على الظلم والظلمة
11 comments:
اعتراضك على المهنة ولا على السعر ؟
المهنة دي مهمة جدا جدا في تعليم الطلبة و اي كلية طب بتنتهج نفس النهج
ما لو جابوا الموديل البلاستيك هيبقى ارخص لهم لكن اقيم تعليميا
Sharm
مرحبا بك
اعتراضي على الموقف ككل
حتى يتقدم الطب يجب بالتأكيد ان يتعلم الطلبة على اجساد المرضى
احساد المرضى وليس اجساد اخرى
اجساد اضطرها الفقر لكشف مايجب تغطيته ولو كان لديهم مايكفيهم ماكانوا احترفوا هذه المهنة.
واعتراضي على المعاملة غير اللائقة التي بالتأكيد تجرح مشاعرهم ونحن عنهم غافلين.
اعتراضي على عدم توفير الدواء والعلاج لبعضهم حتى يضطر لعرض جسده ليحصل على الدواء.
اعتراضي الاكبر ان يعلن البعض من الطلبة ضيقه منهم واندهاشه من كيف وصلوا لهذا الحال واستغرابه ان يعرضوا اجسادهم رغم انه مستفيد من هذا العرض.
حتى عنوان الموضوع ضايقني وكأنهم قد ودعوا الخجل بإرادتهم
أنا مش عارف إيه أهمية الموضوع دا للطلبة
بس متهيألي ممكن يستخدموا نماذج
المشكلة ف اللي وصلناله
الناس جعانة
أنا معرفش إيه إحساس انسان ولاده بيموتوا من الجوع قدام عنيه
عشان كدا مينفعش نلوم أي حد بيعمل أي حاجة
تحياتي
أنا قالوص ، وأنتي ؟..... قوصرة أم عَـلة ؟
The Alien
مرحبا بك
الطلبة طبعا لازم يتعلموا
لكن دون اهدار لآدمية الفقراء والمساكين
يعني صعب جدا يذهب استاذ كبير بمجموعة من طلابه لمستشفى استثماري ليفحصوا فيها مريض هناك
لكن لو مستشفى عام وخاصة جامعي بتحصل مهازل صراحة ويتم التعامل مع المرضى بطريقة لاتليق بتاتا بمهنة انسانسة كالطب
فمابالنا بشخص يتقاضى اجر مقابل كشف جسمه لهم؟؟
الفقر فعلا غول متوحش
بجد بوست حلو اوى وبيكشف خبايا فئه فى المجتمع مش كتير يعرف عنها
تحياتى
بوست صعب اوي يابيللا تعبتيني بجد
الواحد فعلا مش بيقدر النعمة اللي هو فيها الا لما بيشوف اللي بيحصل حواليه
انا بصراحة مش مقتنع ابدا باهمية اذلال بني ادم عشان اتعلم عليه
يعملوا موديل بلاستيك ولا اي حاجةة يتعلموا عليها انما كده لا والف لا
محمد سمير
Mohamed Hamdy
مرحبا بك
المشكلة يااخي العزيز ان مجتمعنا ملئ بالخبايا
المواطنون تحت خط الفقر يزداد عددهم يوما بعد يوم حتى وصل الامر لبيع الابناء
وكل مانفعله نمصمص شفاهنا ونتصعب على حالهم وينصرف كل فرد منا لحاله بعد ذلك وكأن شيئاً لم يكن إلي ان يحدث امر جديد
وهكذا
غمض عينيك
مرحبا بك
يجب ان نتعب يااخي العزيز
تصور ان تتعب لمجرد معرفتك بموضوع كهذا
فمابالك بمن يعيش هذه الحياة ويكشف جسده لكل يد تتحسسها من اجل أن يطعم اطفاله او يعالج نفسه
هذا الإذلال نحن جميعا حكومة وافراد مسؤولين عنه وسيحاسبنا الله على ماوصل إليه حال الجماهير الغفيرة من شعبنا التي تعيش على حد الكفاف وحتى الكفاف لاتجده لتسد الافواه الجائعة
انا لااعرف لماذا لايستخدمون النماذج البلاستيكية للتعليم فقط؟
لكن اعتقد ان طلبة الطب بحاجة مباشرة لرؤية المريض على ارض الواقع ليتعلموا اكثر
معادلة صعبة الحل
قائل العبارة لوكان الفقر رجلا لقتلته هو سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه .... وهو الشخص الوحيد الذي تنسب له ...وهذا للتصحيح فقط
الامام علي عليه السلام هو من قال لوكان الفقر رجلا لقتلته
المصدر نهج البلغه
Post a Comment