Wednesday, February 27, 2008

في المسألة الحضرية


لاحديث للناس الآن إلا عصام الحضري وكأن مصر قد خلت مما يستحق الكلام عنه ولم يتبق لنا الا الحضري وماحدث منه وماينتظره في قادم الأيام سواء في سويسرا أو في مصر إذا عاد صاغراً كما تحدث البعض !!!!
والحقيقة لاأستطيع أن أفهم طبيعة هذا الشعب واسلوبه في التعامل مع مايحدث حوله وهذا التطرف الشديد في ردة الفعل تجاه بعض الأمور التي لاتستحق كل هذا الجهد المبذول فيها.
فتارة تجد الجميع يحتفل وينسى ماحوله بعد حصول مصر على كأس الأمم الأفريقية والتغني بهذا الإنتصار والسعي لتسجيله على أنه معجزة لم تأت بها الأمم على مر الأزمان !!!
واستتبع ذلك رفع اللاعبين على الاعناق والتغني بماحققوه وهذا أمر طبيعي في بلد يفتقر للفرح فيتطرف في إعلان مشاعره ويفتقد النجاح في مختلف المجالات فيتطرف في مشاعره ايضاً !!!
حتى وقعت الطامة الكبرى بهروب عصام الحضري بشكل إن دل على شيئ فإنما يدل على غباء غريب من جانبه !!!
وكالعادة انقسم الشارع المصري لفريقين مابين مؤيد أو فلنقل متعاطف مع الحضري ويرى في هذا الهروب فرصة للرجل كي يكون نفسه ويلحق بقاطرة جمع وتكديس الأموال وكأن جلوس الرجل في مصر لن يتيح له هذه الفرصة !!
وبين معارض رأي في هذا السلوك أمر جلل يستحق عليه الحضري العقاب وكالعادة تطرف الجميع في إظهار مشاعرهم !!!!
ووصل التطرف لمداه عندما رفع المحامي نبيه الوحش قضية على الحضري يُطالب فيها بسحب الجنسية المصرية منه !!!
والحقيقة ان السيد الوحش قد ركب الموجة وحاول مثل غيره الاستفادة من هوجة الحضري والوقوف تحت الاضواء ولو قليلاً حتى ولو كان بهذا الشكل المعيب ولم نسمع مثلا أن سيادته قد قام برفع قضية لسحب الجنسية من صاحب عبارة الموت !!!
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إنبرى أبطال الصحافة والاعلام لسن اقلامهم لافتراس الحضري وتأجيج النيران في قلوب مشجعي الأهلي ضد العدو الأوحد عصام الحضري حتى وصل التطرف بالبعض لتفسير إسم نادي سيون السويسري على أنه يعني صهيون بالفرنسية في محاولة رخيصة لتصوير الأمر على أنه معركة بين مصر والصهيونية متمثلة في هذا النادي المارق المتهم بسرقة الحضري وتحدث البعض عن مؤامرة صهيونية لتكدير صفو المصريين وخطف فرحتهم بالفوز وتحويلها لحزن كبير !!!!
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تحدث بعضهم عن زوجة الحضري بشكل غير لائق وعن قلعها للحجاب لإستثارة مشاعر الناس ضده ومضاعفة ضيقهم منه ومن النادي السويسري الذي ومن اول اسبوعين قد نجح في إقناع زوجة الحضري بخلع حجابها فماذا سيحدث إذا جلس الرجل وزوجته مدة أطول !!!!!
هذا طبعا بخلاف السخرية المريرة من نشأة الحضري البسيطة ومعايرته بأصله في وصلة ردح غير لائقة بالمرة تذكره بإنحداره من كفر البطيخ وكأن الخروج من كفر أو قرية أمر يجب أن يخجل منه المرء ويداريه !!!!

ماهذا الأمر ياسادة ؟؟؟
هل خلت حياتنا من المشاكل والأزمات ولم يعد لنا إلا الحديث عن الحضري وفعلته السوداء وهروبه الكبير وباقي هذه العناوين المثيرة !!!
هل نسينا ارتفاع الاسعار غير الطبيعي لكل السلع وطوابير الخبز والجوع الذي ينتظرنا جميعاً ولم يبق أمامنا إلا الحضري ومشكلة هروبه وخيانته للوطن ولجمهور الأهلاوية !!!!

لماذا لانضع الأمور في حجمها الطبيعي ونترك القانون يأخذ مجراه وندع إدارة النادي تتصرف معه في حدود القانون ؟؟
لماذا نتطرف في إظهار مشاعرنا فنرفع الناس لمصاف الملائكة والأنبياء ونعتبرهم نجوم ثم عندما يخطئون نتطرف في خصومتنا لهم لدرجة تصل للفُجر في الخصومة ونتناول حياتهم الخاصة بشكل لايليق بأخلاقنا التي نتغنى بتمتعنا بها ليل نهار !!!!

أنا لاأفهم في الرياضة ولا في قوانين الفيفا التي تنظم حركة احتراف اللاعبين وانتقال اي لاعب من هذا النادي أو ذاك ولا حتى تاريخ هذا النادي في سرقة لاعبي فريق آخر منافس ولكن ماأفهمه أن هناك أصول للخصومة يجب أن نتبعها فلانتناول من نعاديهم أو نتخاصم معهم في حياتهم الخاصة ونخوض في أعراضهم بهذا الاسلوب الفج الذي إن دل علي شيئ فإنما يدل علي غياب الأصول من حياتنا واحلال الفجاجة والغوغائية محلها.


ويافرحة الحكومة التي تجد دائما مايغطي على مصائبها وكوارثها

أفيقوا يرحمكم الله

15 comments:

MerMaid said...

الله
اول تعليق
---------------
بصي يا بنتي
هي البلد دي اصلا بلد متطرفة
و كما ذكرتي انتي
معندناش وسط
يا بنحبه قوي قوي قوي
يا بنديه بالجزمة ونولع فيه
معندناش وسط

معرفش ليه؟؟؟

تحياتي للقمر

بنت القمر said...

انهارده سمعت في او تي في مقارنه بين هروب او رحيل الحضري ورحيل عمر الشريف
ومقارنه بين ردود افعال المصريين علي الرحيلين
ما تستبعديش تلاقي بكرة رساله ماجستير يدور موضوعها حول رحيل الحضري بين القانون ونظرة المجتمع
او رساله دكتوراة حول قانونيه هروب الحضري ربنا يرحمنا
تحياتي

Bella said...

MerMaid

مرحبا بك

منورة اول تعليق

والله انا كمان نفسي اعرف ليه احنا متطرفين كده ياابيض يااسود مافيش وسطية ابدا في تعاملنا مع الامور

يااما نطلع بالناس السما يااما نخسف بيهم الارض

وده تصرف غير صحي بالمرة وده جزء كبير من كوارثنا اننا شعب عاطفي لدرجة المرض

تحياتي لك

Bella said...

بنت القمر

مرحبا بك

كويس اني مش باشوف او تي في والا كان زماني اتفرست من البرنامج ده

والله عندك حق
مش ناقص غير تحضير رسائل ماجستير ودكتوراة في عصام الحضري

وممكن كمان تتعمل ابحاث عن تأثير هروب عصام الحضري على تغير البنية الاساسية للانسان المصري

هههههههههه

عالم غريبة جدا

لو كانوا اهتموا بقضية من قضايا الوطن ربع اهتمامهم بالكرة كان معقول

لكن هذا الاهتمام المرضي المريب غير مريح بالمرة وغير صحي

ربنا يشفي

تحياتي

Anonymous said...

ههههه العنوان عجبني جدا

و كمان أول مرة أعرف إن الوحش رفع قضية طالب فيها بسحب الجنسية من الحضري هههههه والله شي يموّت من الضحك
ـ البارحة حضرت ( من الفعل حضر و ليس من المصدر حضري ) برنامج رياضة على احدى القنوات الرياضية المصرية
بالأول كان في موسيقى حزينة متل موسيقى نينوى الشهيرة ههههه
أنا قلت لا سمح الله اكيد في حد متوفي
المهم طلعت الحلقة عن المسكين الحضري
أقسم أني مشفق جدا على الحضري تماما كما أشفق على ديك صغير دخل غابة من الذئاب ..نحن ذئاب لا ترحم يا بيللا ..و منافقون من الدرجة التي عجزت عن انتاجها أية أمم أخرى ..فاليوم قد يكتب صحفي عظيم مقالا يضع فيه الحضري تحت كرسي العرش بقليل و يقول له بأنه هو سبب كل انتصارات العرب من ذي قار حتى حرب تموز في لبنان ..و غدا صباحا نفس الصحفي العظيم يكتب مقال يقول فيه ان الحضري خائن ..و الأنكى ان يسخر منه لأنه ( ابن دمياط ) نعم لقد قرأت ذلك في اكثر من مكان ..أليس عارا أن تكون دمياط التي لا اعرفها هي تهمة ؟؟؟
و هل الاخرين من كوكب الزهرة؟هذا عار و عيب و تخلّف و عنصرية و عمى ..
أما بخصوص الحكومة ..هكذا حكومات ..تصنعها هكذا شعوب يا بيللا .
هذه هي الخلاصة ..
مع أمنياتي للحضري باللعب في أي نادي لا يتكلم فيه أحد اللغة العربية .كي لا يسمع مدحه و مذمته على نفس اللسان من يوم ليوم .
و أرجو أن يوفق هناك و أن لا يعود لتلك الجماهير التي أسعدها و التي داست عليه عندما أخطأ ..اذا فرضنا انه أخطأ ..و جعلت منها خائنا ..و ابن دمياط فقط .

جو غانـم

لبنان

joe75.jeeran.com

خيرالدين said...

شئنا أم أبينا الحدث هو حديث الساعه
الاذاعات والقنوات وجروبات الفايس بوك
تخيلى جروب اسمه انا بأكره مى عز الدين
بيناقش هروب الحضرى
ايه العلاقه بين الاتنين
مش فاهم

ده غير بقى مجموعة التراس الاهلى اللى هددت بتدمير بيت الحضرى

وربنا مسخره

الطائر الحزين said...

الحضرى بن المعلم الزناتى هرب يا مينز

هو بن مين فى مصر الحضرى ده


على فكرة كيلو العدس ب 8 جنيهات ونصف

والنصف قبل ال8


تحياتى

Shreef said...

المشكلة ان مفيش مشكلة اصلا انا مش عارف الليلة و القلق دا كله على ايه الراجل من حقه ان هوا يحترف لكن اخطأ في الطريقة او الوسيلة لكن ما اعتقدش ان حاجة زي كدا تستاهل اللي حصل عليه ده كله مش توصل لدرجة ان هما يطالبوا يسحبوا منه الجنسية و ان هوا كمان يتحاكم بتهمة الاساءة للاسلام علشان زوجته طلعت معاه في سويسرا من غير حجاب و ديه حاجة مش عارف ان كانت صحيحة او خطأ لكن بردو مهما الشخص كان بيخطأ ما اعتقدش ان الدنيا تقوم عليه بالشكل ده اه يمكن يكون الحضري اخطأ لكن ما اعتقدش ان هوا عمل حاجة يعني تمس الامن القومي او ما شابه اليي عايز اقوله سورري يعني في اللفظ بس احنا حاجة من الاتنين يا شعب اهبل ياما شعب بيستهبل سورري يعني بس ده اللي عندي بصراحة و بردو لسه المؤامرة عاملة معانا شغل اسرائيل ايه و صهيونية ايه مش فاهم و الله حاجة غريبة يعني .. يلا ما علينا بس الموضوع ده كله يفقع اصلا زي حاجات كتير في بلدنا

Bella said...

أخي العزيز جو

مرحبا بك

أتفق معك في اننا شعوب النفاق يجري في دمها مجرى الدم وعندنا قدرات رهيبة على تحويل الابيض اسود والاسود ابيض ونتلاعب بالالفاظ لدرجة غير مسبوقة
كما ان صناعة الالهة تخصصنا فنعمد لخلق إله نسبح بحمده ليل نهار ونتحدث عن نعمه علينا واياديه البيضاء في وصلات نفاق ممجوجة وننسى كل ذلك عندما تتعارض مصالحنا مع هذا الاله ونكيل له من الاتهامات ونجرحه بقسوة لاتتناسب مطلقا مع قصائد المديح التي سبق ودبجناها له بالامس القريب

للاسف نحن نلعب على ذاكرة الناس ونعتقد انهم سريعوا النسيان

موضوع الحضري اخذ اكبر من حجمه لاننا على راي المثل بنيجي في الهايفة ونتصدر

تركنا طوابير الخبز وارتفاع الاسعار غير المسبوق والمجاعة التي تقترب من بيوتنا ولم يعد يشغلنا سوى حديث الساعة

الحضري وخيانته للوطن ولجماهيره حتى وصل الامر لرفع قضية من هذا المدعو الباحث عن الشهرة لسحب الجنسية منه

الحقيقة لو كنا نشاهد مسرحية كوميدية لن نجد كوميديا فاقعة كالمسرحية المعروضة حاليا على كافة مسارح حياتنا

جاتنا خيبة

تحياتي

Bella said...

e7na

مرحبا بك

الحقيقة ان مشيئتنا لم تعد تفرق كثيرا في صنع اي هلليلة
فنحن لاحول لنا ولا قوة وتنزل علينا هذه النوعية من الاهتمامات وكأن كل حياتنا خلت من المشاكل حتى نتفرغ لمعركة الحضري مع الاهلي وخيانته لاحلامنا

الحقيقة ان احلامنا سبق وقمنا نحن بخيانتها عندما تركنا كل ماهو مهم وبذلنا الغالي والنفيس في توافه الامور


ولا اعني طبعا ان الاهتمام بقضية الحضري امر تافه

ولكن لو قارنا بين اهتمام الناس بقضايا كبيرة ومشاكل حياتية تمسهم اكثر بكثير واهتمامهم بمشكلة الحضري لعرفنا لأي حد وصل بنا الحال

اصبحنا نبحث عن قضايا سهلة لنناضل فيها ونهتف بحرارة وكأننا سنحرر القدس ونحن في الحقيقة محتلين من كل من هب ودب اقتصاديا وتستطيع اي دولة صغيرة ان تجوعنا لو منعت عننا مانستورده منها

تركنا الانتاج والصناعة والزراعة ولم يعد يشغلنا غير الكرة ونحن على ابواب مجاعة ستحدث إن عاجلا او آجلا ولنا في طوابير الخبز آية
وحسبنا الله ونعم الوكيل

تحياتي

Bella said...

الطائر الحزين

مرحبا بك

ليس المهم الآن ابن مين في مصر الحضري
ولكن المهم ان كل بيت بلا استثناء يتحدث عن الحضري واصبح شغل الجميع الشاغل هو تحديد موقفهم من الحضري وهل هو في معسكر المؤيدين ام المعارضين

نسينا الزيت والدقيق والارز والخبز واللحم واسعار الدواء وتفرغنا لما هو أهم

قضية الحضري هي الاهم بلا منازع

تحياتي

Bella said...

shreef

مرحبا بك

هذا هو جوهر المشكلة
ثقافة القطيع
تستطيع بكلمة منك او باشارة من يدك ان تقود مجموعة من الغوغاء وتوجههم كما تشاء دون حتى ان يفهموا جوانب الموضوع
تماما كما يقف شخص في منتصف الطريق ويصرخ حراااااامي
ويشير باصبعه لشخص فيجري الجميع وراءه وعندما يمسكوه ينهالوا عليه ضرباً وركلاً قبل ان يتأكدوا وعندما يشارف على الموت بين ايديهم قد يطلع من يحاول فهم الموضوع
ولكن غالبا يحدث الفهم بعد فوات الاوان

نحن لانعمل عقلنا الا بعد خراب مالطة

ننساق وراء اي راي ولا نقف نفكر للحظات قد توفر علينا الكثير من الجهد

نحن لانناقش اصلا هل من حقه ام لا

الطريقة الغريبة التي تم بها تشريح الرجل حتى لو كان مخطئ طريقة غريبة جدا

نصنع اله ونرفعه فوق الاكتاف ثم نلقي به في الوحل اذا بدرت منه اي بادرة

لامكان للتسامح ولا حتى لحظة لالتقاط الانفاس وتفهم اي دوافع

عاصفة هبت ولايعرف احد متى تهدأ

تحياتي

ملك الكبدة said...

بيللا

احلى مافي الموضوع اخر جملة

اه و الله

المفروض الحكومة تصرف مكافاة تغطية للمنتخب

Bella said...

ملك الكبدة

مرحبا بك

احنا محتاجين لطبل بلدي يفوقنا صراحة

بس الخوف بقى الناس تتلم على الطبل ده وهات يارقص

ههههههههههههه

ثم ماقتليش فلوس التغطية دي ح تندفع لمين؟؟

Anonymous said...

الحضري ( كلاكيت آخر مرة )

وضعت حقيبة ملابسي جانبا ،
نظرت إليه من خلال نافذة الكشك الخشبي ،
وجدته يجلس مرتديا جلبابه الذي ظهر عليه آثار الزمن ،
رمقني بنظرة تساؤل من خلال النافذة ،
بادرته قائلا :
ـ حاجة ساقعة .
تحركت أنامله بحركة آلية تجاه صندوق حديدي بجواره ،
أخرج منه زجاجة مياه غازية ،
فتحها و فتح معها تساؤلات كثيرة داخلي ،
نظرت إليه نظرة متفحصة ،
بادرته متسائلا :
ـ معقول ؟ مش إنت برضه الكابتن ( رفعت الفناجيلي ) ؟
( نظر إلي نظرة انكسار ،
قفزت من عينيه علامات استفهام تملأ الكون من حولي ،
ابتسم مستنكرا )
ـ أمازال هناك من يتذكر ؟
ـ و مين ما يعرفش المهندس ؟
( قفزت على رأسه أقبلها )
ـ مين ينسى أوليمبياد روما و طوكيو و كاس فلسطين ؟
مين ينسى فوزكم بكاس أمم افريقيا ؟
مين ينسى رجاله الزمن الجميل ؟
رفعت الفناجيلي و صالح سليم و طارق سليم و الشربيني و الشيخ طه
و عبده نصحي و شحته ؟
مين ينسى منتخبنا العسكري اللي فاز على ايطاليا 2/ صفر في روما ؟
( انهمرت دموعي تغرق الكون من حولي )
ـ معقول ؟
هي دي مكانتك يا كابتن ؟
بتبيع سجاير و بيبس ؟
معقولة يا أبو الكباتن ؟
( سمعت غليان صدره يتأجج ،
تنهد تنهيدة عمر بأكمله ،
ناولته النقود )
ـ روح يا بني ما تقلبش عليا المواجع الله لا يسيأك .
ـ معلش يا أبو الكباتن سامحني بس ده من حبي لك و الله ،
طيب ممكن تنصحني يا عم رفعت ؟
ـ بص يا بني ،
أولا ـ اوعى تكيل بمكيالين ،
ثانيا ـ لازم تحترف يا بني ، طول ما انته بتلعب محلي لا ها تروح و لا ها تيجي ، خلي عينك دايما على الاحتراف .
( أخذت منه بقية النقود و رحلت آسفا على ما صار إليه رمز من رموز الرياضة المصرية و العربية و الإفريقية )

* * * * * * * * * * * *

اختارني الخواجة ( كرول ) لحراسة مرمى المنتخب الأوليمبي ،
و بدأت مشواري مع التألق ،
انتقلت إلى النادي الكبير ،
كلما ارتقيت سلما ، كلما أسدلت الرهبة على قلبي قتامه ،
فزت مع النادي بثمان بطولات للدوري ،
و بأربع بطولات كأس مصر ،
و بأربع بطولات كأس السوبر المصري ،
و بثلاث بطولات كأس إفريقيا أبطال الدوري ،
و ببطولتين للنخبة العربية ، و واحدة لبطل الدوري ،
و بثلاث كأس السوبر الإفريقي ،
و برونزية كأس العالم للأندية باليابان ،
و مع المنتخب المصري فزت بثلاث بطولات كأس أمم إفريقيا ،
و لكن ،
بين الحين و الآخر تتراءى أمامي صورة الكابتن ( فناجيلي ) و هو يجلس في كشكه الخشبي ،
خاصة بعد سحب شارة ( الكابتن ) مني بسبب خروجي خطأ على إحدى الكرات ،
إذا كان اللي بيتكلم عاقل يبقى اللي بيستمع مجنون ،
و بدأت أشعر و أمر بكل ما مر به الرجل ،
و بدأ أعرف ما هو موضوع ( الكيل بمكيالين ) ،
كثيرا ما حدثتني نفسي ،
هل سيكون مصيري داخل كشك خشبي ؟

* * * * * * * * * *

حلمت طوال حياتي بالاحتراف في أحد الأندية الأوربية ،
و جاءتني الفرصة بعد فوزنا بكأس الأمم الإفريقية بالقاهرة ،
و لكن نظرا لتمسك إدارة النادي الشديد بي لحين انتهاء الموسم ،
و نظرا للوعود التي وعدوني إياها بتوفير فرصة للاحتراف بعد نهاية الموسم )

ـ لقد وفرنا الاحتراف لابن الكابتن فلان و نحن من جعلنا ابن الكابتن علان يحترف ، و في أي لحظة ممكن نخليك تحترف ببساطة ، الاحتراف عند أطراف أصابعنا .

( نعم لم نسجل هذه الوعود بالأوراق ،
و لكنني أثق في وعود إدارة النادي أكثر من ثقتي بنفسي ،
فهي عندي مسجلة بماء الذهب ،
و لكن مع الأسف الشديد تهاوت هذه الوعود بمجرد انتهاء الموسم ،
جرح عميق شق قلبي تجاه من حنثوا بوعودهم ،
عندها لاحت أمام عيني صورة الكابتن ( الفناجيلي ) ،
وجدت صوته يتردد بسمعي ( إياك و الكيل بمكيالين )

طلبوا مني البقاء مقابل أي مبلغ أطلبه ،
ما العمل الآن ؟
فالعروض التي كانت متاحة وقت الوعود هوت بصحبة وعودهم ،
نعم ، لم تعد متاحة الآن ،
و من سيقوم بشراء لاعب لا يستفيد منه بعد انتهاء موسم الانتقالات هناك ، خاصة و أنني بلغت الثالثة و الثلاثين من العمر ،
أضررت مرغما للموافقة على التجديد ،
و لكن جرح قلبي العميق لن يندمل ما حييت ،

* * * * * * * * * *

تهادت إلي الفرصة ثانية عندما اشتركنا بكأس أمم إفريقيا بغانا ،
كنت عازما على القبول بأي فرصة للاحتراف و ليكن ما يكون ،
كنت مصرا على تحقيق حلمي الذي حولوه إلى سراب ،
ها هي الفرصة تتراقص بعيني الآن ،
تذكرت عندما كنت طفلا ،
فاتني القطار مرة ،
لكنني كنت مصرا على ألا يفوتني ثانية ،
يومها كدت أفقد حياتي ، وقعت بجوار عجلاته ،
و لكن حاولت و حاولت حتى لحقت بآخر القطار ( السبنسة )
و ما هي إلا لحظات حتى كنت أجلس بأول كرسي بالدرجة الأولى ،
و جلست عليه أحلم بأن أكون سائق القطار ،
إما أن أكون أو لا أكون ،
جاءني عرض لا يليق باسمي و لا باسم النادي الكبير ؟
نعم ،
و لكن لن يفوتني القطار ثانية حتى و لو كانت في ( السبنسة )
فما هي إلا خطوة لتحقيق حلمي الذي ظل يداعبني طوال حياتي ،
و كلي ثقة في الله بأنه لن يخيب تعبي و عملي و اجتهادي ،
نعم ،
فلكل مجتهد نصيب ،
و إنني بإذن الله قادر على تحقيق ما هو أفضل ،
نعم ، فأنا لا أقل طموحا عن ( دروجبا ) و ( إيتو ) و كل هؤلاء المحترفين ،
و لا أنا أقل من ( زوف ) الذي قاد إيطاليا للفوز بكأس العالم و قد بلغ اثنتان و أربعين سنة ،
نعم ،
رحم الله امرئ عرف قدر نفسه .


وجهة نظر : محمد سنجر