سلامه فياض

غزة تعيش في ظلام دامس
وقبل ذلك وحتى الآن
غزة تعيش في حصار لاأخلاقي يمنع عنها كل شيئ ولو ملك القائمون على الحصار منع الهواء عن أهالي غزة لفعلوها.

على العموم لعل في هذا الظلام الدامس شفاء للداء ويحدث المخاض العسير وتتم ولادة الشرق الأوسط العسير الذي بشرت به ستنا وتاج راسنا كونداليزا رايس وزيرة خارجية الدولة الراعية للديمقراطية والعدل والمساواة.

فمنذ أن فازت حركة حماس في الانتخابات البرلمانية بأغلبية ساحقة وخاب مسعى حركة فتح في تزوير الانتخابات وعز عليهم أن تتولي حماس المسؤولية وبالتالي يتم حرمانهم من منابع النهب والسرقة التي كانوا يرتعون فيها تاركين الشعب الفلسطيني المقهور يغوص في احزانه وهم يرفلون في النعيم ويسكنون القصور.

في البداية أدعى ابومازن انه سيقبل بنتيجة الانتخابات اياً كانت في مسرحية ممجوجة كان الغرض الرئيس فيها تحسين صورته وكسب نقاط عند العالم الغربي مدعي الديمقراطية وفي نفس الوقت كان متأكداً من إنهاء المسألة بشكل ما خاصة بعد ان وعدت مصر بإرسال مراقبين لسير الانتخابات !!!

وعندما فشل مسعاهم لم يستطع ابو مازن بلع الهزيمة لاهو ولا زبانيته فتم الاتفاق على ترك العالم كله يؤدب الشعب الفلسطيني الذي تطاول وقرر ممارسة حقه في اختيار من يحكمه ومن يظن انه سيحقق له مصلحته.

وكان الحصار والتجويع
واستمر
واستمر
ومزيد من التضييق والخناق على الشعب الصامد الصابر ليقول تبنا وأنبنا ولن نختار حماس مرة اخرى.

ولكن لم يحدث ذلك

فما كان من السيد المناضل الاوحد الا أن بدا في تبديل قواعد اللعبة القذرة واصبحت المواجهة مكشوفة اكثر وبدأت فصول جديدة

خطف صحفيين اجانب
اعتداءات متكررة وبلطجة
إقتتال داخلي متكرر
وهكذا اصبحت الساحة الفلسطينية مرتعا لكل من هب ودب ليصول ويجول فيها ويقتل أكثر مما تقتله الوحدات الاسرئيلية

وبعد ان كان الدم الفلسطيني خط احمر

اصبح خطاً يسيل في كل مكان بيد الفلسطينيين أنفسهم.

وحدث تطور في الصراع الدائر بين فتح وحماس انتهي باستيلاء حماس على غزة وهروب فلول دحلان ومعاونيه البعض هرب للضفة والبعض لمصر.

وقام السيد المناضل الأوحد بإصدار عدة مراسيم كان منها إنشاء حكومة طوارئ برئاسة السيد سلام فياض وسماها حكومة تسيير الاعمال

وقامت هذه الحكومة فعلا بتسيير الاعمال
فصرفت المرتبات المتأخرة للعاملين في السلطة الفلسطينية ومنعت الآلاف التابعين لحماس او من يشتبه في ولائهم لحماس من صرف مستحقاتهم المالية وذلك في تفرقة صارخة تؤسس لمزيد من الانقسام.

والسيد سلام فياض ينطبق عليه المثل القائل الرجل المناسب في المكان المناسب
فالرجل معروف بهرولته للسلام غير المشروط مع اسرائيل حتى لو كان على حساب القضية برمتها
وهو من وعد بنزع سلاح الفصائل الفلسطينية حتى ان بعض الحركات الفلسطينية المقاومة اعتبرته خائنا وتوعدت بقتله

ومنذ تولي السيد فياض وهو يقدم مايثبت به رغبته المحمومه في السلام وليس السلام فقط بل السلام الفياض

حقا الاسم على مسمى فهو يريد ان يقدم سلاماً فياضا حتى لو كان على حساب مليون ونصف مواطن على الاقل قدمهم هو وابومازن على مذبح الشرعية الدولية ليتكفل المجتمع الدولي بتصفيتهم مرة بالتجويع ومرة بالحصار ومرات ومرات حتى تفتق ذهن المجتمع الدولي ممثلا في الاتحاد الاوربي في قطع المعونات عن قطاع غزة مما ترتب عليه قطع التيار الكهربي عن نصف القطاع قطعاً تاماً لتغرق غزة في ظلام دامس لم تستطع تلال القمامة المحروقة ان تنيره .

إلى متى يستمر هذا القتل والتنكيل بمساكين غزة المعزولين عن العالم بالحصار والتجويع والتضييق والآن بالظلام

وإلى متى سيصمد المرضى دون كهرباء وكيف ستسير الحياة الفترة القادمة

وهل سنترك إخوتنا يعيشون في الظلام ؟؟؟

منتهي الظلم والقهر